آراءمحلي

الزعبي: المعارضة الملوّثة!

 

غنيم الزعبي
غنيم الزعبي

غنيم الزعبي:

بسبب طبيعة عملي المرتبطة بمناقصات الصيانة فأنا أتردد كثيرا على مكتب وكلاء الوزارات في بعض الجهات الحكومية، وفي أحد أيام شهر مارس سنة 2007 وهو وقت عز الأغلبية وجدت في مكتب أحد هؤلاء الوكلاء أحد أقطاب الأغلبية المعارضة ومعه ما لا يقل عن 7 أشخاص، لا أعلم ما معاملاتهم (أعتقد بعضها مناصب إشرافية وسطى) لكنه أنجزها كلها بنصف ساعة وخرجوا معه وهم يكيلون له الشكر والثناء والفرحة غامرة على وجوههم بهذا النائب الخارق الذي كان وقتها من أقوى الشخصيات بحكم أنه قطب كبير في المعارضة لم يستطع وكيل الوزارة هذا رفض أي طلب من طلباته.

القصة السابقة على رمزيتها فإنها تعطينا فكرة عن حال وأوضاع المعارضة الكويتية التي خرجت كمية كبيرة من الهواء من فقاعتها حتى انها أوشكت على التلاشي في وقتنا الحاضر.. كانوا هنا بالأمس واليوم اختفوا هذا هو أحسن وصف لما حدت للمعارضة الكويتية.

وهذا يجرنا إلى سؤال مهم: هل نحتاج الى معارضة في الكويت؟ المعارضة في أغلب البلدان الحرة والديموقراطية لها دوران مهمان، أولا التنبيه على مراكز الخلل في الدولة والدعوة إلى إصلاحها، ثانيا تكون رقيبا على أعمال جميع وزراء الحكومة والتأكد من قيامهم بأعمالهم على أكمل وجل.. ولكي لا نظلم المعارضة الكويتية فقد أدت جزءا لا بأس به من هذين الدورين، لكن الذي أفسد عملها وأوصلها لهذه الحالة المزرية هو طغيان الطابع الشخصي لخلافاتها مع الأطراف الأخرى وحتى بينها.. وتأثرت أدبياتها وخطبها بهذا الأمر. فلان هو «كذا» والشخصية الفلانية هي «كذا»، وكأن هذه الشخصيات تعيش في كوكب آخر وليس لها عائلات وأطفال يؤذيهم هذا الكلام عن آبائهم.

وانتقل هذا الأمر إلى كوادر المعارضة الشابة. وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالسب والتجريح للمخالفين.

ما سبق هو برأيي سبب سقوط واضمحلال المعارضة ولن تقوم لها قائمة وأقول لقادتها: انسحبوا واتركوها للشباب.. دعوهم يبدأوا بداية نظيفة لم تلوثها أدبياتكم وخطبكم التي أضرتكم قبل غيركم.

المصدر: الأنباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى