آراءصورة و خبرمحلي

الخليفة لـ”حماك” الكويت في 2014

سامي الخليفة

استاذ العلوم السياسية د سامي الخليفة يكتب ل جماك :

مع دخولنا عام جديد، نستحضر اتجاهين لافتين نجحت بهما دولة الكويت نجاحا باهرا بصورة يمكن اعتبارهما من أهم أحداث عام 2014 على الصعيدين الخارجي والداخلي..

فداخليا.. شهدت البلاد جملة من الإجراءات غير التقليدية من قبل الحكومة بحق ما يسمى بالحراك الشعبي، كإيقاف قناة “اليوم” الناطقة باسم الحراك، وسحب الجنسية الكويتية من بعض المخالفين من رموز المعارضة، وتقديم العشرات من منهم إلى القضاء بعد أن ثبت انتهاكهم لقوانين الدولة والنظام العام، ما أدى الأمر إلى رصد حالة من التراجع الملحوظ في الأداء السياسي والميداني للحراك، بل وانقساما حادا بين رموزه والتيارات المنتمية إليه.

هذا الانقسام شكل علامة واضحة لضعف ولهوان الحراك، وعدم القدرة على مجاراة الحكومة نتيجة لانشغال بعض رموزه ببعضه الآخر، في وقت عزف الشارع المؤيد للحراك عن المشاركة الميدانية في الأشهر الستة الأخيرة، إضافة إلى وضوح الرؤية التي وصل إليها أغلبية الشعب الكويتي تجاه المقاصد الملتوية والمبتغيات غير النزيهة لبعض التوجهات الرئيسة التي كانت تقود الحراك.

أما على الصعيد الخارجي.. فقد أثبتت الكويت عبر سياستها الخارجية خبرة فريدة في التعاطي مع ظروف المنطقة وتميزا ملحوظا، بدأتها بزيارة سمو الأمير لطهران وفتح صفحة جديدة في العلاقات الأكثر تميزا مع الجارة إيران، ولم تتردد في دعم وإسناد جار الشمال العراق وهو يمر في محنة أمنية قاسية تم تثمينه وتقديره بشكل كبير من قبل حكومة بغداد.

وأيضا كم التدخلات التي قام بها سمو الأمير في الشأن الخليجي لرأب الصدع ونزع فتيل الأزمات بين عواصم دول مجلس التعاون الخليجي بصورة أثمرت حالة من الاستقرار السياسي نوعا ما.

كما أن سياسة ضبط النفس التي اتبعتها الكويت مع الملفات العربية الساخنة قد ساهمت بصورة جلية في أبعادها عن بؤر الاستهداف الإرهابي. ويمكن وضع مناسبة تتويج سمو الأمير عالميا بلقب رجل السلام كباكورة الجهود المميزة للسياسة الخارجية الكويتية.
من هنا يمكن اعتبار عام 2014 هو عام المرور إلى بر الأمان، وذلك بعد أن اجتازت المحنة الداخلية من جانب، ونجحت في الابتعان عن بؤر التوتر في المنطقة من الجانب الآخر، مما يعد نجاحا نتمنى أن يستمر في العام الجديد أيضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى