آراءدولي

عباس : مقارنات ومفارقات تركية

د. جسن عبد الله عباسد حسن عبدالله عباس

ظاهرة «داعش» إن كشفت عن شيء فإنها تكشف عن شدة التناقض ولعب الاتراك على الحبال.مثلا الاتراك يقولون نحن مع التحالف الدولي ضد «داعش»، لكنهم لا رموا برمح ولا ضربوا بسيف ولا نزلت عليهم غُبرة الحرب. فهم ضد «داعش»، الا ان العبور خلال وعبر ومن والى تركيا من غير «إحم ولا دستور» وفي أي فندق، فهذه الأمور كلها «مفتوحة» «عالآخر» إلا أنهم لا يحبون «داعش»!داعش قطعوا رؤوس ثلاثة اميركان، وقطعوا رأس انجليزي واحد، وقطعوا رأس ياباني واحد، والثاني على إثره وبالطريق، ويهددون بقطع رأس الطيار الأردني المسجون منذ فترة (أشك أنهم سيقطعون رأسه)، وقطعوا رؤوس أربعة لبنانيين، وقطعوا رؤوس العراقيين «بالهبل»، وقطعوا رؤوس السوريين أيضا «بالهبل» وعلى «قفا من يشيل»، فقطعوا رؤوس الشيعة والسنة وكأنهم يقطعون رؤوس «الفراخ» لا «بني آدميين» بلا إحساس ولا شعور، لكنهم فجأة نزل الوحي عليهم وهداهم سبيل الرشد «فاتخذوه سبيلا»، واطلقوا سراح الجنود الابطال من تركيا المسلمة المؤمنة المصلية الصائمة المزكية القانتة الراكعة الساجدة المناضلة لأجل فلسطين والمسلمين.وعلى طاري فلسطين، تركيا المؤمنة المصلية الصائمة العابدة لا ترضى على الحصار المضروب على غزة منذ عشر سنوات. واذكر ان رئيسها تضايق «مرررره»، وذكرني ساعتها بكلينت ايستوود حينما عصّب في دافوس قبل كم سنة بعد مشادة كلامية في لقاء احدى الجلسات جمعته هو والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، تضايق التركي ولملم بعصبية أوراقه وانسحب من الجلسة في صورة لا ينافسه إلا أكابر الهوليووديين. وعند البيزات ركض وركض وركض وسكت الى حد سفينة مرمرة وتعويضاتها ووضع «تيب» أصفر (لزاق وايرات الكهرباء) على فمه، أما غزة والقدس فدعا لهما بالسلامة وطول العمر في صلاة ليله وترك أمرهم لرب يحميهم!رئيس تركيا الاتاتوركية هو وحزبه الذي يناضل لأجلها ولأجل علمانيتها. فالرجل حالف ألا يمس أحد العلمانية التركية، والعلمانية التركية بمعنى حرية الرأي، والتعبير، والانتخاب، والتداول السلمي، والجمعيات، والانشطة الديموقراطية، مما دعاه قبل يومين أن يقول حرية التعبير في تركيا لا مثيل لها! صحيح، لا مثيل لها لأنه أغلق «فيسبوك» و«تويتر»، وحارب خصمه السياسي اللدود غولن، كما حارب الفساد المستشري عند غيره (وترك فساده الذي نشرته إخباريات غولن)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى