بدر الخضري يكتب: القدس في قلوبنا…ما كتبناه قديماً يتجدد حالياً

بقلم : د بدر الخضري
ارض فلسطين العزيزة لها مكانة كبيرة في نفوس جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، فهي ارض الانبياء والسلام ارض توجد بها مدينة القدس الشريفة التي تتميز بخصوصية خاصة في مجمل التاريخ البشري والعربي والاسلامي، حيث انها رمز المحبة والاخاء والتسامح والصفاء والعطاء.
القدس يقول الله سبحانه وتعالى عنها في محكم كتابه الكريم: (سبحانه الله الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير).
وهذه الآية الكريمة تحمل دلالة على مكانة القدس في نفوس المسلمين، حيث الرحلة الالهية التي جسدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال رحلة الاسراء والمعراج من المسجد الحرام في مكة المكرمة الى المسجد الاقصى في القدس الشريف.
لذا فالقدس بالنسبة للأمة الاسلامية لها ارتباط بالعقيدة الاسلامية الصحيحة علاقة دينية ثقافية تاريخية سياسية اجتماعية وتحديد مصير الامة.
لكن للاسف، مدينة القدس اليوم ومن قبل تتعرض لأبشع انواع الاحتلال الصهيوني في ظل الجهل الانساني بوجود الحق البشري في الحياة، هذا الاحتلال يسعى الى تقسيم الاماكن الدينية في المدينة المقدسة، بما فيها الحرم القدسي الشريف والمقصود به المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
فالمسجد الاقصى هو من اقدس مقدسات المسلمين كافة، دون تمييز، والمساس بحرمة قدسيته هو عمل ارهابي منظم ضد العقيدة الاسلامية الصحيحة.
اليوم مدينة القدس تشهد اخطر عملية تهويد للمقدسات الاسلامية والمسيحية، فالمسلمون عاشوا مع اتباع الديانات الاخرى في سلم وامان ووئام وطمأنينة في دولة الاسلام، ولنا عبرة فيما كان عليه الحال في بلاد الاندلس.
اليوم القدس تطالبنا بالعمل الجاد وبذل الفكر والجهد والوقت لتفنيد التشويهات والمنغصات الصهيونية بشأنها وخاصة المسجد الاقصى.
كما يجب علينا الكشف عن الاساطير والخرافات والبدع المنحرفة كأسطورة «شعب الله المختار»، ومبنى «الهيكل المزعوم» واستمرار الادعاء وتسويق ان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل الصهيونية وعلينا العمل لفضح الجرائم والكبائر الصهيونية في كيفية معاملة المواطنين الاصليين الفلسطينيين ومحاربة الجدار العنصري والكثير من الاعتداءات الارهابية في حق الشعب الفلسطيني المظلوم.
ان سياسة العنصرية الصهيونية الحالية تحمل في طياتها ثقافة الحقد والكراهية وتشويه صورة الدين الاسلامي الصحيح، واهانة الامتين الاسلامية والمسيحية.
ومن هنا من منبر صحيفة «الأنباء» حامل لواء الاعلام المعتدل والمنصف والوقوف مع الحق نطالب المجتمع الدولي بالعمل الفعلي لانقاذ المسجد الاقصى من الخطر الذي يداهمه كل يوم جراء طاغوتية التهديدات الصهيونية المنطلقة من المكونات اليهودية المتطرفة والارهابية.
كما نطالب بأهمية تجديد الفكر الاعلامي الواعي في وضع استراتيجية اعلامية تستخدم كل الوسائط والوسائل الاعلامية وادواتها لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية.
نطالب بالتأكيد على توضيح ونشر الصورة الحقيقية للشعوب العالمية بمظلومية الشعب الفلسطيني وفضح المواقف الاميركية والاوروبية الداعمة لاسرائيل الصهيونية.
نطالب بمواصلة الجهود والتحركات السلمية في مجال الحفاظ على الآثار الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
نطالب بتشكيل مؤسسة توعوية يكون دورها الابقاء على تفعيل اهمية مدينة القدس الشريف في ذاكرة وعقول الاطفال والشباب من خلال استخدام البرامج الاعلامية بمختلف وسائلها.
فاكهة الكلام: «نحن في جوار البيت العتيق تسري قلوبنا الى المسجد الاقصى الاسير والى القدس مدينة السلام والمحرومة من السلام، والى فلسطين ارض البطولة، واذا كان البيت الحرام رمز وحدة المسلمين فإن العمل على تحرير المسجد الاقصى ينبغي ان يكون اولى مسؤوليات هذه الوحدة واقوى ادلتها على العطاء».
قائل هذه الكلمات الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد ـ رحمه الله ـ عام 1981 في مؤتمر القمة الثالث بمنظمة المؤتمر الاسلامي بالطائف.
الأربعاء 4 / 11 / 2009