ما أهداف ميليشيا “حزب الله” من استخدام صواريخ جولان ضد إسرائيل؟
أحمد رياض جاموس||
حاولت ميليشيا حزب الله من خلال استخدامها صواريخ جولان (بركان) الثقيلة ضد إسرائيل، للمرة الأولى منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في غزة، إيصال رسالة بأنها أشركت سلاحاً متطوراً بقدرة تدميرية واسعة سيرعب إسرائيل لا سيما بعد السخرية التي طالت “الحزب” لاقتصار أهدافه على العواميد والأبراج والكاميرات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية.
وقبل 3 أيام أعلنت ميليشيا حزب الله أنها قصفت بصاروخ “بركان” موقع “جل العلام” الإسرائيلي المقابل لبلدة الضهيرة جنوب لبنان. في حين زعمت قناة “المنار” ذراع “حزب الله” الإعلامية، أن “إصابات عند الحدود مع لبنان آلمت المحتل الإسرائيلي الذي اهتزّ اليوم على وقع صاروخ بركان، وتكبدت إسرائيل خسائر كبيرة”.
من جهتها، اعترفت قناة “سام سيريا”، (التابعة للإعلام الحربي لميليشيا أسد): “إن صواريخ جولان قصيرة المدى ومن ضمنها “بركان” قد تم إنتاجها في سوريا، وموجودة بكثرة لدى الفرقة الرابعة وبعيارات متعددة”.
صواريخ الوزن الثقيل
استخدام حزب الله هذا النوع من الصواريخ كان قد أثار وسائل الإعلام الإسرائيلية، إذ قال موقع “كود كود” العبري، إن الصواريخ الثقيلة هي فئة من الصواريخ ذات الرأس الحربي الثقيل القادرة على إحداث أضرار جسيمة، ويتم إطلاقها على مدى قصير نسبياً يصل في كثير من الأحيان إلى 10 كيلومترات، والعلاقة العكسية بين حجم الرأس الحربي والمدى القصير تعطي الصواريخ لقب “الوزن الثقيل”.
ووفق الموقع، فإنه من أجل زيادة الضرر الذي يسبّبه الصاروخ عند اصطدامه بالأرض، تتكون الصواريخ عادة من برميل متفجر كبير متصل به محرك صاروخي صغير نسبياً، على رغم أن المحرك ليس قوياً بما يكفي لإيصال الرأس الحربي إلى سرعة ومدى كبيرين، فهو يسمح برحلة قصيرة وضرب المستوطنات والقواعد القريبة من الحدود، ويتم إطلاق الصواريخ من منصات إطلاق قذائف الهاون.
صواريخ غبية
يزعم الإعلام الموالي لميليشيا أسد بأن صواريخ جولان، فخر الصناعة العسكرية السورية، باعتبار أن تطويرها محليٌّ بالتعاون مع خبراء إيرانيين، بينما ينشط استخدامها من قبل “الفرقة الرابعة” وميليشيا حزب الله ضد المدنيين في مناطق عدة كجوبر والقابون وحي تشرين والحجر الأسود ومخيم اليرموك وغيرها.
في حديثه لأورينت، أشار الباحث الإستراتيجي العميد “أسعد الزعبي”، إلى أن كل الصواريخ المحليّة التي يصنّعها النظام بالتعاون مع خبراء كوريين وإيرانيين هي صواريخ تقليدية وغبية لا قيمة لها، ومنها “جولان” فهو ليس بالصواريخ المهمة كما إنه غير موجّه ويحدث تدميراً واسعاً.
وأضاف الزعبي أن “حزب الله” أراد من خلال استخدام هذا الصاروخ الاستفادة من عدة نقاط: الأولى أنّ له رأساً حربيّاً مؤثراً ومدمّراً، والثانية الاستفادة من دلالة الاسم جولان، وما تتضمنه من أن نظام أسد قد اشترك معه في مواجهة إسرائيل، والثالثة اللعب على مشاهد التفجير الكبيرة التي تُحدثها هذه الصواريخ، ولا سيما بعد انتقادات ساخرة طالته من اقتصار استهدافاته على أبراج مراقبة وكاميرات إسرائيلية.
ويشترك العقيد المنشق “مالك الكردي” مع العميد الزعبي، في أن “حزب الله” يملك أنواعاً من الصواريخ المصنّعة سوريّاً بخبرات كورية وروسية وإيرانية كـ (جولان بأجيالها المختلفة) وهي صواريخ غير دقيقة في الإصابة، حيث توصف بالصواريخ الغبية العشوائية، ولكنها تحدث دماراً في مكان سقوطها ويعتمد تكتيكها على الغزارة الصاروخية نحو الهدف ما يشكّل إرباكاً حقيقياً للعدو، ويمكن أن يصيب المدنيين والعسكريين على السواء.
استُخدمت لقتل المدنيين بسوريا
من خلال الفيديو الذي انتشر على الجبهة الجنوبية في لبنان، يظهر سقوط الصواريخ على مساحات فارغة في الجانب الإسرائيلي وإحداثها انفجاراً هائلاً، وهو ما استثمره الحزب مباشرة بتأكيد إعلامه أن الصواريخ حققت إصابات كبيرة، ومما ينفي هذه التأكيدات أن الإعلام الإسرائيلي لم يذكر وجود إصابات بشرية ولا مادية، وهو عكس ما كان يجري في المناطق السورية، إذ كانت ميليشيا الفرقة الرابعة وحزب الله تتعمد إطلاقه على الأحياء المدنية المأهولة بالسكان وعلى المدارس والمشافي والمخيمات بشكل عشوائي لقتل أكبر عدد من المدنيين.
ويرى العقيد المنشق “مالك الكردي” في حديثه لأورينت، أن ميليشيا حزب الله قامت باستخدام بعض أنواع الصواريخ برمايات منفردة على مناطق غير آهلة في السكان ما جعل نتائجها محدودة جداً.
وواضح أن الهدف منها لم يكن لإثارة الذعر والرعب لدى إسرائيل أو ثنيها وإرغامها على التراجع في اقتحام غزة، إنما كان استخداماً إعلامياً وضمن قواعد الاشتباك الروتينية والتي من خلالها يحافظ “حزب الله” على وجوده واستمراره بالمتاجرة في القضية الفلسطينية وهو أمر تتفهمه جيداً كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وبات حزب الله يمتلك جميع الأسلحة المصنّعة والمطوّرة في سوريا أو تلك التي تصنّعها إيران، إذ تتكدس مستودعاته في الجنوب اللبناني بمختلف أنواع السلاح الذي كان يدخل من سوريا عبر الممرات الجبلية وتحديداً عبر الممرات التي تسيطر عليها الفرقة الرابعة على الحدود اللبنانية بمنطقة الزبداني والمعروف بطريق التهريب، فحسب “العقيد الكردي” إن ذلك يرجع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني على جميع مراكز إنتاج الأسلحة وتخزينها واستخدامها، وخاصة تلك الفترة التي سبقت دخول القوات الروسية إلى سوريا 2015.
أورينت