دولي

مسيّرات إيران ذريعة ميليشيا أسد في قتل السوريين

أحمد رياض جاموس||

من جديد تستخدم الطائرات المسيّرة في هجمات ضد مواقع ومناطق تابعة لميليشيا أسد، آخرها هجمات بقذائف من طائرات مسيّرة على مناطق متفرقة بريفي حلب وحماه، فحسب مزاعم وكالة سانا الرسمية التابعة لميليشيا أسد، فإن تنظيمات إرهابية أطلقت عدة طائرات مسيّرة للاعتداء على ما وصفتها بالمناطق الآمنة، مشيرة إلى أن وحدات من القوات المسلحة (التابعة لميليشيا أسد) تمكنت من تدمير وإسقاط ثماني مسيّرات محمّلة بالقذائف المتفجرة، وقد أدى استهداف مسيّرة لبلدة الربيعة شمال حماة الخاضعة لسيطرة النظام، إلى مقتل 3 مواطنين وإصابة اثنين آخرين.

أخبار سانا كان قد سبقها الحادث الأبرز، مطلع الشهر الجاري أكتوبر، وهو استهداف الكلية الحربية التابعة لميليشيا أسد في حمص بهجمات من مسيّرة خلّفت عشرات القتلى والجرحى، حينها سارعت وزارة الدفاع التابعة لميليشيا أسد باتهام -ما وصفتها بـ “التنظيمات الإرهابية”- بالهجوم ودون أي تحقيق بالحادث، في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية المتمركزة شمال غرب سوريا.

من المسؤول؟   

بات سلاح المسيّرات اليوم من الأسلحة المهمة لكل الأطراف المسيطرة في سوريا، وخاصة الأطراف الوكيلة لإيران سواء في العراق أو سوريا أو لجماعة الحوثي في اليمن أو حزب الله اللبناني، إذ تشارك في مواجهات خفية، وتعد الأكثر فتكاً في الحروب الحديثة، وهي طائرات تُوَجّه عن بعد، أو تُبرّمج مسبقًا لتسلك طريقاً محدّداً، وتزوّد بتجهيزات مناسبة لأداء مهماتها. 

ففي الحرب الإلكترونية تزوّد بأجهزة مراقبة ورصد وتشويش، وتسجيل اتصالات وكاميرات تصوير. 

أما في أعمال القصف، فهي تحمل قذائف وصواريخ موجّهة وتطلقها، ويمكن أن تستعمل في مهمات خاصة كصاروخ موجّه انتحاري، بحيث تُوجَّه لتنفجر على هدف حيوي يحتاج تدميره كمية كبيرة من المتفجرات، وهي طائرات بسيطة وخاصة تلك التي تستخدمها الميليشيات الموالية لإيران في سوريا لكنها قادرة على مضايقة العدو وضرب بنيته التحتية، ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة باعتبار أنها رخيصة الثمن.

 وحسب موقع  “أستراليان يو إيه في“، فإنه يختلف نوع وحجم الطائرة المسيرة وفقاً لطبيعة المهام المصممة لتنفيذها، وقد أورد الموقع 4 أنواع رئيسة من الطائرات المسيرة:

– طائرات مسيّرة بمروحة واحدة، وهي التي يمكنها الإقلاع والهبوط العمودي والتحليق على ارتفاعات مختلفة لقطع مسافات طويلة بحمولة كبيرة، ويتم استخدامها في عمليات التصوير باستخدام أشعة الليزر والمسح الجوي.

– طائرات مسيّرة متعددة المراوح: سهلة التصنيع والاستخدام، مداها قصير، وحمولتها منخفضة، وتتميز بقدرة على العمل داخل المساحات المحدودة وبين منشآت أو في الغابات.

– طائرات مسيّرة بأجنحة ثابتة: ذات مدى واسع وكبير وسرعة عالية، تحتاج لمساحات كبيرة للإقلاع والهبوط، ولا تستطيع الإقلاع والهبوط العمودي أو الثبات في الجو لتنفيذ مهام محددة، يمكن تسليحها بأنواع مختلفة من القنابل والصواريخ، وتتميز بتكلفة عالية.

– طائرات مسيّرة هجينة بأجنحة ثابتة ومراوح: يجمع هذا النوع بين مميزات الطائرات المسيرة ذات المراوح وأبزرها الإقلاع والهبوط العمودي، وبين ميزة المدى الطويل للمسيّرات ثابتة الأجنحة، لكن هذا النوع يكون أقل في المدى وكفاءة التحليق مقارنة بالمسيرات ثابتة الأجنحة أو ذات المراوح المتعددة.

استهداف القواعد الأمريكية

 تعد إيران إلى جانب إسرائيل والإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في الشرق الأوسط بمجال صناعة الطائرات المسيرة (الاستطلاعية والهجومية والانتحارية)، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال استهداف الأذرع الإيرانية في سوريا للقواعد العسكرية الأمريكية، آخرها تعرض قواعد أمريكية على مقربة من الحدود العراقية في سوريا لقصف بطائرات مسيّرة بشكل متزامن في 27 الشهر الجاري، إذ تم استهداف قوات التحالف الدولي المتمركزة في قاعدة حقل العمر بريف دير الزور وقاعدة الشدادي بالحسكة.

وكانت شبكة “NBC NEWS” الأمريكية، قد نقلت عن القيادة المركزية الأمريكية، أنه منذ مطلع تشرين الأول الحالي، تكررت الاستهدافات للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وأسفرت عن إصابات في صفوف الجيش الأمريكي وقوات التحالف، بلغ عددهم 24 عسكرياً.

من جهته  أشار الباحث في “المعهد الأطلنطي للأبحاث والدراسات”، سيث فرانتزمان، إلى أن إيران تنقل علناً المُسيّرات إلى العراق وسوريا، إذ يمكن تفكيك الطائرات من دون طيار بسهولة لوضعها في الشاحنات، أو يمكن نقلها مباشرة إلى العراق وسوريا عبر قواعد عسكرية مثل قاعدة “T-4″ في سوريا فتلك المُسيّرات ليست كبيرة الحجم ومن السهل تجميعها، وبالتالي هناك الكثير من المرونة لإيران لنقلها عبر المنطقة”. 

وبحسب فرانتزمان، فإن إيران تعمل على توطين تلك الصناعة لدى وكلائها، بمعنى أنه “بإمكان إيران أن تُقدم مخططات التصنيع لبعض المكونات مثل الأجنحة وجسم الطائرة من دون طيار، ثم ترسل المحركات والمكونات الأخرى لاحقاً، لا سيما وأنها ليست ذات قدرات عالية، ما يعني بالتالي أن هناك قدراً كبيراً من المرونة في تجميعها والمكونات المعنية”. 

المسيّرات تبرّر قصف المناطق المحررة

لا يتوقّع الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، بأن فصائل المعارضة مجتمعة تملك كل هذه القدرات والإمكانيات التكنولوجية الدقيقة للطائرات المسلحة المسيّرة وإيصالها بكل احترافية إلى أهداف استراتيجية كالكلية الحربية، قائلاً، “الطائرات المسيّرة المسلحة هي أنواع، تبدأ بالصنع المحلي البسيط جداً وذات التأثير بالغ المحدودية وأتصور أن المعارضة تمتلك منها، ولكن الطائرات الدقيقة والقادرة على الطيران لفترات طويلة مثل مهاجمة مطار النيرب كما ادّعى النظام منذ أيام، وضرب الكلية الحربية وما نتج عنها من مئات القتلى والجرحى، فهذه الطائرات هي طائرات متقدّمة ومسلحة بكميات كبيرة من الذخائر، ولا تملكها في سوريا سوى إيران المتقدمة في صناعتها”.

ورأى الأسمر في حديثه لموقع أورينت نت، أن “هجمات المسيّرات على مواقع النظام ما هي إلا دعاية يستخدمها النظام لتبرير إجرام قصفه الدموي على المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته وخاصة إدلب مركز ثقل تحرير الشام، إضافة لرغبته في إبقاء العصا مرفوعة على منطقة إدلب في حالة أي اجتياح بري مستقبلي، مدعوم بتأييد من الحاضنة الموالية التي شُحنت بعد عدة استهدافات بالمسيّرات ولا سيما في في الكلية الحربية بحمص”. 

أورينت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى