آراءمحلي

سامي الخرافي: يا حكماء الكويت.. تدخّلوا

سامي الخرافي
سامي الخرافي

سامي الخرافي – الأنباء:

أصبح الشارع الكويتي يعيش حالة من القلق لما يدور ويجري على الساحة الكويتية من صراعات وضرب تحت الحزام بشكل علني، فلقد أصبحنا في حيرة من أمرنا عن مغزى ذلك، هل هو سياسة «لوي الذراع» أم هو البقاء للأقوى؟ فقد لاحظنا في الفترة الأخيرة أحداثا متسارعة تجعلك في حيرة من أمرك عمن هو المستفيد من هذا الصراع؟ وما أسبابه؟ فما يحدث حاليا كأنه مباراة خروج المغلوب، فستجد المتعصبين من الفريقين، كل يشجع فريقه بحماس من أجل الفوز، فمهما كانت عيوب الفريق الفنية فلن تجد آذانا صاعية تصغي إليك مهما برهنت لها من دلائل وإثباتات عن مستوى الفريق.

تلك هي الصورة الحقيقية التي أصبحت عليها الكويت اليوم، فقد أصبحت الخلافات كبيرة تكاد تصل بين الاخوة أو الاصدقاء.. إلخ بسب تلك الصراعات، وهو أمر لم يكن معروفا بل وليس من عادات وتقاليد الكويتيين.

كمجتمع كويتي بجميع فئاته لا يشك بوجود انتفاضة حق، ولكن السؤال هنا هل هي انتفاضة خالصة من أجل الاصلاح وحماية أسوار الوطن بكل حدوده؟ أم هي تصفية حسابات بين عدة أطراف استخدمت فيها أساليب من أجل أهدافها الخالصة؟ نحن كمتابعين يجب أن نحسن الظن في حرص الجميع على إظهار الحق كل حسب طريقته واجتهاده، ولكن لإظهار ذلك لابد من وجود خسائر ستصيبنا جراء ذلك الصراع، وحتى القراء الاعزاء من لهم قناعاتهم ومبرراتهم التي يؤمنون بها، فتجد هناك من هو معارض لما يجري وتجد هناك ايضا من هو مؤيد لهذا الصراع والفئة الاخيرة وهي المحايدة وهي الاغلبية والتي تراقب وتدعو الله سبحانه وتعالى ان يحفظ هالديرة من كل سوء.

هل من المعقول أن الكويت كانت ولاتزال مصدر صلح مهم لحل الكثير من المشاكل بين الدول وغير قادرة على احتواء أي احتقان يصيب أيا من أبناء وطنها، لنجعل مشاكلنا فيها من الخصوصية بعيدا عن أي تهييج خارجي، ولتكن مفرداتنا بوسائل التواصل الاجتماعي أيضا فيها من الهدوء للاحتقان السياسي وسياج منيع من انتشار الشائعات والتهويل في فضح ذاك أو ذاك.

فكلنا يستغرب وجود أشخاص مهمتها فقط «تهييج» ناس على ناس فلا نعلم السبب في فضح الناس على العلن، هل هذه هي سلوكياتنا أو موروثنا الاجتماعي؟ هل بتشهيرك بالناس تريد زيادة عدد «المتابعين» لك؟ إن وسائل التواصل الاجتماعي وجدت من أجل التواصل وليس من أجل التشاحن، وكذلك للتماسك وليس للتباعد.

وأخيرا: فإن من واجب الحكماء وما أكثرهم في ديرتي الحبيبة تقديم الحلول والقدرة على تقريب وجهات النظر، فقد جاء دورهم الآن وليس غدا في فك عقدة التناحر والتقاضي التي بدأت تسبب صداعا للمجتمع الكويتي الذي لم يعتد على مثل تلك الأمور، فذلك الصراع، أيا كانت تسميته، يجب حله بسرعة، وعليه فإننا نثق بقدرة الحكماء في تجاوز هذه المرحلة والتعلم من تداعياتها من أجل الكويت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى