آراءمحلي

الغانم: صراع سياسي على المكشوف

وليد عبد الله الغانم
وليد عبد الله الغانم

 

وليد عبد الله الغانم – القبس:

على المكشوف، أصبح الصراع السياسي في الكويت، وبعد أن حاول اطراف المنازلة من بعض الشيوخ والتجار والسياسيين اطالة أمد المواجهة الخفية بينهم سنوات، بغرض استنزاف طاقة الأضداد، وتحقيق كل فريق أهدافه الخاصة بأقل قدر ممكن من الخسائر، وتحت أكبر غطاء متوافر من الستر، ولكن ــ والحمد لله ــ لم تسعفهم الأمور ولم يسعفهم الزمن لتحقيق مرادهم، فاضطر كل طرف الى استخدام وحشد ما في جعبته من أوراق وحيل وخطط للقضاء على الاطراف الأخرى وإقصائها من الحياة السياسية والاجتماعية في البلد، ولو تسبب هذا في إسقاط الجميع، فخسارة الكل وهدم المعبد على أهله وخرابه أهون عليهم من فوز طرف، مهما كان موقعه في دائرة الاحداث، وفي خضمّ هذه الفوضى استقطب المتصارعون بعض المتحمسين من جهة، وبعض المتنفعين من جهة أخرى، كما يتأمل بعض المخلصين ـــ بحسن نية في الوقت الضايع ـــ ان تؤول نتيجة هذا الصراع بمستقبل صالح للبلد، لكن أنّى لنا هذا؟!

لن ننحاز الى صراعاتكم، ولن تغرينا أوراقكم، ولن نثق بوعودكم، ولن يكون صلاح البلد مِن ورائكم، فقد سبق لأغلبكم ان كانوا في سدة القرار، وقيادة المجتمع وادارة الأمور- وها نحن نتمرغ في صنيعتكم ونتقهقر من سوء اعمالكم، وإنا واثقون بان دعاواكم في الاصلاح والتعديل وكشف الحقائق ليس وراءها الا مصالحكم الضيقة واهدافكم الخاصة وطموحاتكم القديمة، لم تضعوا الكويت واهلها من قبل نصب اعينكم، ولم تحققوا للشعب وابنائه مطالبهم، ولم تكن العدالة والقانون والمساواة منهاجكم، واجلتم صراعكم سنوات عدة تأملون تسوية الأمور بينكم بمنأى عن خير البلد وتحسين أحوال أهله، لكن قدر الله سبحانه أن يطلع الشعب على بواطن افعالكم وحقيقة مساركم، وها أنتم – واللهم لا شماتة فيكم جميعاً – تتسابقون كل فئة منكم، تريد ضمنا الى صفها ضد الآخرين، لكن اعلموا أن الشعب ملّ منكم وفقد الثقة بمعظمكم، وإنَّا لندعو الله سبحانه أن يكفينا شركم، وأن يبدلنا خيراً منكم، وان يلطف بالكويت واهلها، وما ذلك على الله بعزيز.. والله الموفِّق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى