آراءخبر عاجلصورة و خبرمحلي

المطوع قبل 14 عاماً: حاربوا الإرهاب بالعدل

موجزحماك

مبارك المطوع
مبارك المطوع

في 26 سبتمبر 2001 نشرت جريدة الرأي العام الكويتية مقالاً لأمين اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان المحامي  مبارك المطوع استشرف من خلاله المستقبل ، وكأنه فتح نافذة على عقدين من الزمان قادمين ، فتنبأ بما سيحدث  فيهما ، وقرأ ما يجري الآن على الساحة العالمية من توترات على مختلف الأصعدة وتنامي ظاهرة العنف وإراقة الدماء بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ .

المطوع وهو الرجل الذي كرس حياته للدفاع عن قضايا حقوق الإنسان والركض خلف عدالة مفقودة فى غير  مكان ،  قدم في هذا المقال حلولاً ناجزة لمحاربة الإرهاب .

 حماك تترك قرئها  الأعزاء مع المقال الأصلي  للمطوع المنشور منذ قرابة عقد ونصف من الزمان لنسقطه على الأوضاع الراهنة بعنوان :

( حاربوا الارهاب بالعدل)

بقلم : مبارك سعدون المطوع

أصبح الإرهاب هو الشغل الشاغل للعالم والقوى العالمية الكبرى في كيفية التصدي له ومحاربته على اثر العمليات الانتحارية اللا معقولة واللا محسوبة واللامسؤولة . هذه العمليات تدعو للتساؤل : ما الذي يدفع الإنسان جماعة أو أفرادا للانتحار وقتل نفسه مع آلاف الأبرياء  أو يؤثر على سياسة دولة ما .

 لاشك أن وراء ذلك شعوراً خليطاً من القهر والظلم واليأس والنقمة حتى انه اعتبر نفسه ميتا  وهو حي ، ولا يكون ذلك  عادة إلا عند تسلط وتحكم قوى كبرى بمن هو اصغر واضعف منها إلى حد الإذلال والإهانة وسلب الحرية والإرادة وربما التسخير لمصلحة مقابل فتات المصالح التي ترمى له والإبقاء عليه حيا أو محافظا على كيانه .

وهذا الوضع أو الشعور قد يرضاه أناس ويأباه آخرون إلا أنه بالنهاية هو خلاصة لما تقوم به القوى الكبرى والدول العظمى في حق غيرها من الشعوب والدول أو الجماعات الضعيفة والصغرى ، وقد يأخذ أشكالا من الوسائل والأساليب منها ما يعتمد على الدهاء والسياسة ومنها ما يعتمد على القوة والبطش واستعراض القوى فمن يقبل بذلك يكون له مصلحة ربما شخصية أو سياسية .

من جهة أخرى تمارس هذه القوى ألواناً من البطش أو الدمار وتشن الحروب بنفسها أو بغيرها ومهما أعطت من مبررات أو أظهرت الأمر على أنه عدالة ورحمة وإنسانية وإنصاف لكنه عند آخرين هو اعتداء وإجرام وطغيان ، ولذا سيسعى إلى الانتقام ورد الاعتداء ولو بعد حين .

لذلك فإن من يريد محاربة الإرهاب عليه أن يعيد النظر في سياسته ومواقفه وان لا يزن الأمور بمكيالين كما يحدث في فلسطين مثلا في الوقوف مع المعتدي الظالم قاتل الأبرياء ومده بالسلاح والدعم المادي والمعنوي ثم يتوقع من العالم أن يصفق له  ويحييه ويحترمه دائما .

إن الاستمرار في مثل هذه السياسة ولو بغطاء محاربة الإرهاب ومع تأييد العالم لذلك سيعود بعواقب وخيمة  وسوف يستعدي العالم الآخر وينمي كما هائلا من الكراهية الدولية .

ولكن صوت الحكمة يدعو إلى البحث عن العدل  ، فالعدالة وحدها هي الكفيلة بإرضاء العالم ، والعدالة ما لم تكن مبنية على أدلة وبراهين وقواعد فإنها ليست عدالة وستضحي باطلة مهما قيل عنها  وأطلق عليها من أسماء ، فالعالم أصبح متصلا ببعضه وسيراقب الوضع وسيطالب بالعدالة ، وبغير العدالة لن يحارب الإرهاب بل سينشأ أنواع أخرى وفنون جديدة منه كما شاهدنا فهذه دعوة للعدل وللعدالة الحقيقية والوسائل كثيرة ، فهل من مجيب ؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى