آراءمحلي

المعوشرجي: تغيير فكرة البقاء للأرخص!

مزيد مبارك المعوشرجي:مزيد مبارك المعوشرجي

• أتمنى إعادة النظر في تغيير نظرية «الأقل سعراً» لتصبح على أساس «الأعلى كفاءة وجودة».
تعتبر الخصخصة هي الحل الأمثل لرفع جودة الخدمة ومحاربة البيروقراطية في المؤسسات الحكومية التقليدية بالعالم، والموجودة حتى في المؤسسات الحكومية بأكبر الدول تقدماً، كاليابان والولايات المتحدة الأميركية، بالمقابل نجد أن كلمة «الخصخصة» تشكل رعباً للعديد من أفراد المجتمع، وكأنها «الباب الكبير» الذي سيفتح معه بيع كل مؤسسة يتم تخصيصها للتجار، ليصبح بفتحه بقية الكويتيين عبيدا لبعض التجار. بالمقابل أجد أن الخصخصة لو سبق تطبيقها وضع أسس ولوائح تشترط توظيف عمالة وطنية، وتحفظ حقوقهم وفق مراقبة مالية من ديوان المحاسبة عليها، يتم على أساسها تخصيص القطاعات الحكومية الخاسرة حتى تنهض من تلقاء نفسها وتحقق للدولة الأرباح، وتقدم خدمة أفضل للمجتمع، ولعلنا نملك العديد من التجارب الكويتية الناجحة في الخصخصة.. أبرزها قطاع الاتصالات الذي نقل التجربة الكويتية بأرباحه وتميز خدماته إلى خارج نطاق السوق الكويتي، مثل شركة زين للاتصالات.
بالمقابل، وبكل واقعية، هناك أيضاً نماذج غير موفقة برأيي، في هذا السياق نعاني اثارها يومياً.. أولها تخصيص محطات الوقود التي تم تخصيصها بقرار غريب، حيث انها قطاع رابح يدر للدولة الملايين، لكنها لم تقدم بعد التخصيص أي إضافة عمّا كانت عليه، بل تجد بعضها بين الحين والآخر مغلقاً لوجود عطل.. وتقدم خدمات فقيرة، كما أنها انهت فرص عمل العديد من المواطنين الكويتيين من الشباب، الذين كانوا يعملون على «الكاشير» في المحطات، ووظفوا بدلاً منهم أجانب بمبالغ أقل، إضافة إلى ظهور قضية تهريب الديزل، التي لم تظهر إلا بعد تخصيص محطات الوقود..
والنموذج الآخر هو تخصيص شركات سيارات الأجرة، التي تعد من أكثر أسباب الحوادث «والنرفزة» على الطريق، بعد «الانشغال بالهاتف النقال طبعاً.. وقبل قيادة الكثير من النساء»، فنوعية قائدي هذه السيارات سيئة لدرجة لا توصف، وحجم سيارات الأجرة هذه مخجل أمام الزائرين للكويت، لدرجة أن «دبة السيارة ما تكفي شنطة سفر كويتي واحد»، وكأن مناقصات سيارات الأجرة تمت ترسيتها على الأرخص سعراً والأصغر حجماً من بين العروض..!
أتمنى إعادة النظر في نظرية «الأقل سعراً» في مختلف تعاملاتنا اليومية وفي مختلف التعاقدات.. لتصبح على أساس «الأعلى كفاءة وجودة».. بغض النظر عن السعر، لنشاهد أجمل وأقوى المباني والجسور في الطرق، والاستعانة بأفضل الخبرات من الأفراد.. لأنه بلا شك في الغالب أن «الغالي سعره فيه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى