ثمار العلم

قال الإمام الغزَّالي رحمه الله : ” العلم النافع يثمر خشيةَ الله تعالى ومهابتَه قال الله تعالى : { إنما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ}. (4) ، وذلك أنَّ من لم يعرفْه حق معرفته ، لم يهبْه حق مهابته ، ولم يعظمه حق تعظيمه وحرمته ، فصار العلم يثمر الطاعةَ كلَّها ، ويحجز عن المعصيةِ كلِّها بتوفيق الله تعالى”.(5)
وقد قبّح الله قلباً لا يخشع عند ذكره ، ولا يرعوي عند أمرِه ، وتوعد ذلك القلب بالويلِ فقال : { فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} (6) .
و لن تجد_ رعاك الله_ أرقَّ من قلوبِ العلماءِ الصادقين المخلصين ؛ اطمأنت قلوبهم لذكره ، وأنست نفوسُهم به ، فسبحان من أذاقهم لذة قبل اللذة ! وسبحان من أولجهم جنة قبل الجنة !.
عليك بتحصيل العلم النافع أولاً ، ثم اتبعه بالعملِ فهو الثَّمرة لتلك الشجرةِ ، يقول أبو حامد الغزَّالي _رحمه الله _ : ” يا طالب الخلاصِ والعبادةِ عليك أولاً – وفقك الله – بالعلم فإنه القطبُ وعليه المدارُ ، واعلم أن العلم والعبادة جوهران ، لأجلهما كان كلُ ما ترى وتسمع : من تصنيف المصنفين وتعليم المعلمين ، ووعظ الواعظين …. ” ثم قال : ” العلم بمنزلة الشجرةِ ، العبادةُ بمنزلة ثمرةٍ من ثمراتها ، فالشرف للشجرةِ إذ هي الأصلُ ، ولكن الانتفاعَ إنما يحصل بثمرتها (7) ” .