
الأخطاء واردة في أي منشأة… وتوجيه النقد البناء لا يعني أننا في خصومة مع قيادي تلك المؤسسة حاشا لله لم ولن يكون هذا المسلك من طبيعتنا! وعندما نقول وزير الصحة… والأخطاء الثلاثة فنحن نعني أخطاء تقع ولم نجد من يعالجها بشكل سليم، وبالتالي يصبح توجيه النصيحة مطلبا خاصا بعد قراءة إعلان وزير الصحة الدكتور علي العبيدي حول حصول مختبر الصحة العامة على تقييم 100 في المئة في اختبار الكفاءة الذي أجرته منظمة الصحة العالمية («الراي» عدد الخميس 5 مارس 2015) وهو إعلان يستحق الإشادة لكن نود أن نشير إلى الأخطاء الثلاثة التي نتمنى من وزير الصحة البحث فيها وهي:
الأول: خطأ التعقيم: ولو بحث الوزير في أسباب إخلاء أجنحة بسبب انتشار العدوى لضعف عملية التعقيم لوجد الحاجة الماسة لتطهير المراكز الطبية والمستشفيات من مسؤولين قد يكونون لسبب أو لآخر لم يولوا التعقيم أهميته المطلوبة في الحقل الطبي.
الثاني: خطأ استغلال بعض أطباء العيادات الخاصة لمرافق ومختبرات وزارة الصحة حيث تجد البعض قد خصص مجموعة لأخذ العينات وعمل الفحوص الطبية لمراجعيه في عيادته الخاصة وهذا الخطأ يعتبر تجاوزا للقسم الطبي وأخلاقيات عمل الطبيب!
الخطأ الثالث و «الأهم» خاص بالـ «الصحة المدرسية» وهنا الحديث عنه يحتاج لتشكيل فريق محايد لأن الضحية هنا هم أطفالنا.
في الصحة المدرسية تذهب في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر مباشرة كي تضع البطاقة المدنية للطفل الذي يشتكي من آلام الأسنان كي «يحوشك الدور» بعد ساعات من الانتظار وبعد المراجعة تطلب موعدا لطفل آخر ويأتي الرد «أقرب موعد بعد شهرين»… معقولة!
تذهب لعيادة الأسنان ويرفض الطبيب معالجة الطفل وإن قبل يعطيك مضادا حيويا ويقول لك «تعال بعد أسبوع» وعندما تأتي يكون الطبيب المعالج قد ذهب لمركز آخر ويرفض الطبيب معالجة الطفل… وتذهب بعدها لمركز الأسنان في المستشفى ويرفض الطبيب أيضا علاج الطفل والجواب واحد في كل الحالات «روح للصحة المدرسية»!
الصحة المدرسية وبرنامجها بحاجة إلى علاج فوري… ففي الأمس القريب تقدم أطباء أسنان لاختبار نظري ومقابلة شخصية ومن نجح فيهما لا يقبل ويتم اختيار من رسب في الامتحان وبالتالي عندما يشتكي مراجعو الصحة المدرسية تعلم عند معرفتك بهذه المعلومة السبب وراء تدهور برنامج الصحة المدرسية من عدم توافر الكوادر الطبية و«الواسطة»!
لذلك فإنني أطالب وزير الصحة عبر هذا المقال أن «يتوسط» لي كي أحصل على موعد لأطفالي… أقسم بالله إن الوضع مؤلم جدا.. وأرجو من الوزير العبيدي أن يطلب نتائج اختبارات المتقدمين للصحة المدرسية وتقييم من نجح وهو راسب ومن استبعد وهو ناجح.. إنها أسنان أطفالنا ولا نقبل أن تتدهور بعد أن أصبحنا «ملطشة» ككبار في أروقة مستشفياتنا!
يشتكون من ظاهرة العلاج بالخارج مع العلم بأن العلاج بالخارج للمستحق لا خلاف حوله لكن أن يتم تسخير موارد الدولة لمن لا يستحق هنا يكون العلاج بالخارج بالفعل بحاجة لمراجعة خاصة وأنه على حد علمي بأن هناك حالات منها «مريض سرطان» لم تتم الموافقة عليه من قبل لجنة العلاج بالخارج!
للعلم… الناس عندما تشتكي من التشخيص الخطأ وكثرة الأخطاء الطبية وعدم توافر أسرة و«ازدحام مخيف» ومواعيد تعجيزية و…. «الصحة المدرسية» المنسية والمتهالكة إداريا لضعف الكوادر فأحبتنا أولياء الأمور وأنا منهم قد عانينا الأمرين منها ولهذا فالمسألة يا معالي الوزير وإن حصل مختبر الصحة العامة على تقييم 100 في المئة في اختبار الكفاءة فإن الأهم البحث في تقييم الخدمة الصحية في المراكز والمستشفيات و«الصحة المدرسية» التي أظن نسبتها متدنية جداً جداً جداً… والله المستعان!