آراءدولي

جمال :عودة الوعي الغربي

عبدالمحسن يوسف جمال :عبدالمحسن-يوسف-جمال

أخيراً وبعد طول عناد، شعر الغرب بأن الحرب على سوريا فتحت أبواب الجحيم عليه.فهاهم أبناؤه المتشددون من أصول عربية يذهبون إلى أماكن الصراع للتدرّب على العنف والقتل، ثم يعودون بروح الانتقام وبفكر يعتبر دولهم الغربية «دار كفر» يجب قتالها.بعد الأحداث المؤلمة في باريس، ومحاولات الاعتداء هنا وهناك، صدر القرار الغربي لمنع المواطنين الغربيين من السفر إلى مواقع الصراع الساخنة في الشرق الأوسط، وبالأخص سوريا والعراق وليبيا والصومال.اليوم بدأ الغرب جاداً في هذا القرار. لذا، فإنه أصبح حازماً مع السلطات التركية للتنسيق، ومنع أي مواطن غربي من العبور إلى هذه الدول وإعادته إلى دولته.هذا الحزم أخذت به بريطانيا مع مواطنيها وبدأت تلاحقهم، حيث تابعت هروب ثلاث من المراهقات البريطانيات من أصول شرق أوسطية، وعاتبت تركيا التي سمحت لهن بدخول سوريا، مما جعلهن تحت المراقبة اليومية، لأن عودتهن إلى بريطانيا فيها خطر كبير. لذا، بدأ التعاون مع السلطات التركية لضبط الحدود بشكل جاد هذه المرة.

خطر الإرهاب والتكفير لم يعد مقتصراً على الدول العربية، بل أصبحت أوروبا في وضع لا تحسد عليه، خصوصاً أن العديد من مواطنيها يقاتلون «الكفار المسلمين»، فما بالك بـ«الكفار المسيحيين»، كما يحلوا لفقهاء «داعش» وأخواته أن ينظّروا ويفتوا.

اليوم أصبحت دراسة الحركات الإسلامية وفكرها وفتاواها من أولى أولويات المفكرين والدارسين الغربيين.

ومن يتابع البحوث العلمية والاكاديمية وزيادة عدد الدارسين الغربيين ير ذلك بوضوح.

فهم الغرب أن تبني التكفيريين والفقه التكفيري لضرب المسلمين بعضهم ببعض لن تكون مخاطره مقتصرة على الدول العربية، بل ستصل إلى شوارع أوروبا ومدنها!

لذلك، رجع الغرب إلى وعيه، وانتبه إلى مخاطر هذا الفكر الإرهابي على العالم أجمع، فبدأ يحاسب أعوانه قبل غيرهم، وهو بذلك رجع إلى الطريق الصواب، الذي فيه حقن دمائه ودماء المسلمين، في خطوة لتحقيق السلام للجميع. ومن يدرس السياسة الغربية يفهم هذه الاستدارة الكاملة للغرب إذا شعر بالخطورة على مصالحه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى