آراءدولي

الشيباني :عودة الاستعمار

محمد بن إبراهيم الشيباني :محمد-بن-إبراهيم-الشيباني

لا أقلل من جرائم داعش وانتهاكه حدود الدين والقانون وكل الدساتير الإنسانية التي نادت بالرحمة والمودة وتحريم القتل، ولكن ما حدث ويحدث في تكريت ومناطق السنّة اليوم أمر ضجت به منظمات حقوق الإنسان قبلنا، بل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نفسه الذي قال بصريح العبارة للجيش العراقي والحشد الشعبي ابتعدوا عن حرق البيوت والاعتداء على المواطنين السنّة، بل الرئيس أوباما نفسه قال: نؤيد الجيش الإيراني في دحر داعش، ولكن الحشد الشعبي هناك ينتهك حقوق الإنسان!

هكذا، وفي غفلة أو تعمد من الإعلام العربي عدم نشر أو تصوير ما يفعلونه هناك من تجاوزات يندى لها جبين الأحرار، وحجتهم أن فيها جيش داعش (وهذه الجماعة القذرة معروف من يغذيها ويرعاها)، ولتبرير افعالهم أي الحشد الشعبي كما تردد وضعوا على جدران البيوت علم داعش الأسود، ولتبرير موقفهم مرة أخرى أوقفوا ظهور رجال الدين وأهل العصائب الخضراء في الإعلام حتى لا تنقل وكالات الأنباء العالمية وعامة الناس أن الحرب هناك طائفية، وأنهم إرادتهم منطقة صدام حسين وأهله وعشيرته، ونقول لا تزر وازرة وزر أخرى، وقد أظهروا لنا في المحطات العراقية مجموعة جنود حلقوا لحاهم، وفي زي عسكري نظيف في التو لبسوه للتصوير! لم تعد تنطلي حيلهم على الإعلام الغربي أو المنظمات الحقوقية أو عامة الناس المتابعين للحرب، فهي حرب طائفية، برأينا، وقد التقطت الكثير من الأفلام والصور من جنود الحشد الشعبي والجيش العراقي، وهم يحرقون البيوت ويعذبون الأسرى في جمع منهم، وكل يضرب ويقطع أوصالهم، وذلك ليؤكدوا على مجازرهم.

تذكرت هنا قول أحمد شوقي في شوقياته:

أتيت والنـاسُ فوضى لاتمرُ بهم

إلا على صنم قد هام في صـنم.

والأرضُ مملوءةٌ جورًا مسخرةٌ

لكل طاغيةٍ فـي الخلق مـحتكم .

مسيطرُ الفرس يبغي فـي رعيته

وقيصرُ الروم .من كبر. أصـمُ عم.

يعذبـان عبـاد الله. فـي شُبـهٍ

ويذبـحان .كـما ضحيت بالغنم.

 

والخلقُ يفـتكُ أقواهم بأضعفهم كالليث بالبهم . أو كالحوت . بالبلم هكذا، والله تصدق في حالنا هذه الأبيات التي كتبت منذ عقود، فهي عودة للاستعمار وأعوانه، وأن ما سيأتي أشر مما ذهب ومضى لأنها الحروب الدينية الفتاكة، وهو ما تشهده الحرب هنا وهناك في عالمنا العربي والإسلامي، بل والغربي.

والله المستعان.

 

  • سامحكم الله

«يا قوم: سامحكم الله، لا تظلموا الأقدار وخافوا غيرة المنعم الجبار. ألم يخلقكم أكفاء أحراراً طلقاء لا يثقلكم غير النور والنسيم، فأبيتم إلا أن تحملوا على عواتقكم ظلم الضعفاء، وقهر الأقوياء»! (الكواكبي)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى