منوعات

حسن الظن بالله

موجز حماك :تنزيل (3)

كتب الله سبحانه و تعالى الموت على جميع خلقه و لم يستثن أحداً ، فالموت حقٌ و هو جزءٌ من عقيدة المسلم أنّه يعلم أنّه ميتٌ و منتقلٌ من حياةٍ إلى أخرى ، فالعبد إذا كان في انقطاع عن الدّنيا و أقبالٍ على الآخرة يستشعر حسن الظنّ بالله تعالى ، ففي الحديث ما من عبدٍ مسلمٍ يموتنّ إلا أحسن الظنّ بالله ، فالمسلم الكيّس الفطن من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنّى على الله الأماني ، فمحاسبة النّفس و تهذيبها مع حسنّ الظنّ بالله سبحانه و تعالى هو من أسباب دخول الجنّة و نيل رضا الله سبحانه و تعالى ، فالمؤمن حين يعمل الصّالحات و يجتنب المنكرات إنّما يرجو رضا ربّه و نيل جنّته التي لا تتأتّى بالأماني و إنّما بالعمل و بذل الجهد .

و إنّ العبد حين يضعه النّاس في قبره يذهب معه عمله و يتولى عنه ماله و أهله ، و لا ينفعه حينئذٍ إلا عمله و ما قدّمه في حياته فهي زاده في معاده ، قال تعالى ( و تزوّدوا فإنّ خير الزّاد التّقوى ) ، و المسلم حين يؤمن بأنّ التّقوى و العمل الصّالح خير زادٍ له في الآخرة تراه يسعى و يجتهد في سبيل تحصيل ذلك ، مع إيمانه بمغفرة الله سبحانه و رحمته الواسعة بعباده ، فالعبد حين يذنب و يستغفر الله يغفر الله له ذلك و في الحديث يا ابن آدم لو أنّ ذنوبك بلغت عنان السّماء ثم استغفرتني لغفرت لك ذلك و لا أبالي ، فرحمة الله واسعةٌ لعباده الذي يحسنون الظنّ به ، و في الحديث أيضاً علم عبدي أنّه له ربّاً يغفر الذّنب ، غفرت لعبدي فليفعل ما يشاء ، فحسنّ الظنّ بالله هو جزءٌ أصيلٌ من عقيدة المسلم فهو من مستلزمات العمل الصّالح و موجباته فمن أحسن الظنّ بالله تعالى أحسن العمل .

و حسن الظنّ بالله يجعل المسلم دائماً مطمئن البال مرتاح الجنان ، فحين يعلم المسلم رحمة ربه و سعة مغفرته لا يقنط أبداً و لا يصيبه اليأس مهما بلغت ذنوبه أو همومه ، فالله سبحانه أبواب رحمته و مغفرته مفتوحةٌ دائماً ، فهو يبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء الليل و يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النّهار ، يضاعف الحسنات للمؤمنين فمن عمل حسنةً ضوعفت عشر أمثالها إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، فخزائن رحمته و مغفرة الله لا تنضب أبداً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى