بقلم د . انجي فراج
” أنا محظوظ .. أنا محظوظة ” كلمة قليلة المبنى لكنها كثيرة المعنى ولو استخدمها أحد الزوجين للآخر لكانت بلسما وخير معبر عنالكثير من الحب والامتنان ، وكم من كلمة صغيرة حلت مشكلة كبيرة .
وتحضرني هنا الأبيات التالية :-
تساءلت عن الحنين ووجدته بين أوراق السنين
أنين الرياح يشق طريقه في هدوء سجين
تتراسل الأيام فيما بينها برسايل الحنين
لا يدركها الوهن من كثرة الإعادة رغم السنين
ويل من تناسى الماضى في زهوة سجين
تغمدت الأبتسامة بروح الابتلاء والحنين
من انا من انت من نكون ونحن معا من سنين
نحياها وتحيانا واحيانا ننساها يا سجين
حبي لك وحدك من سنين رغم كوني معك سجين
تلك الابيات طرأت على ذهني عندما قرأت قصة اعجبتني عن الوفاء في الحب بين الزوجين رغم مرور العديد من السنوات التي يصعب تذكر كل احداثها ولكن —— يبقى الحب رغم كل ما تحمله الايام من انين بمرور السنين ، من كتاب : (Chicken soup for the soul)
سألني زوجي وهو يضع في فمه آخر ملعقة من افطاره . هل ترغبين في الذهاب للبحيرة ؟ !!! قلت!! بالطبع
في طريقنا في السيارة امسك بيدي وقال لي (انا محظوظ) ، ابتسمت …… وتذكرت ان الزواج مغامرة كبيرة في حياة الانسان منا ويعتمد نجاحها على عدد كبير من العوامل التي لا يمكننا التنبؤ بأكثرها ففي بعض الأحيان لا تسير زيجتنا بالطريقة التي نتمناها او نتوقعها فيكون التغاضي عن تلك الامور الحل الامثل لاستمرار الاحترام بين الطرفين .
فنحن في أمس الحاجة لهذا الاحترام المتبادل الذي يجنبنا الخلاف وألقاء اللوم على الطرف الآخر . فلا وجود لروح التنافس بيننا فنحن نكمل بعضنا البعض فبعد مرور اربعين عاما من الزواج اكتشفت انني في حاجة لمن يرعاني وهو في حاجة لمن يرعاه حتى تمضى الحياة بسلاسة وهذا بالطبع لا ينفي اننا معا واجهنا الكثير من الأيام العصيبة التي كانت بمثابة اختبارات متكررة لنجاح الحب والعلاقة بيننا .
نعم انا في حاجة لأن يشعرني بأنه محظوظ بوجودي في حياته وأنه يسعى جاهدا لأرضائي والأمتنان لكل تلك السنوات التي كنت معه وكان معي .
فذكريات السنين والأحداث التي كنا فيها معا تستحق لأن نتغاضى ونعفو ونحارب لأنجاح تلك العلاقة
نعم (أنا محظوظة ) —-( محظوظة ) لأنك معي زوجي العزيز ، أحاطني بذراعيه وأخذنا معا شهيقا طويلا وعميقا . عندما أفكر في علاقتنا أجد أن هناك الكثير من الأمور نقولها بأقل القليل من الكلمات وكيف يمكن لكلمة واحدة بسيطة أن تحمل الكثير من الحب والأمتنان .
