انجوانا تكتب : سفينة التاجر
![](https://hmak.org/main/wp-content/uploads/2015/12/IMG-20151225-WA0037.jpg)
خاص – حماك
بقلم د .انجي فراج
![IMG-20151225-WA0037](http://hmak.org/main/wp-content/uploads/2015/12/IMG-20151225-WA0037-225x300.jpg)
كيف لي ان انساك وانا لم احياك بعد —– الهذا لا انساك !
عندما أتامل قصص الحب الافلاطونية وكيف ان النهاية المأساوية حاكت نهايتها اتعجب من مدى تعلق النفس البشرية بكل ما لم تستطع الحصول عليه !!!! حتى على المستوى الشخصي وقد يتصاعد الأمر عند البعض ليصل لاقصى طموحاته المكبوتة حتى على المستوى الجنسي ، وعلى النقيض تماما نجد حالة انطفاء لا نجد الكلمات لوصفها بين المحبين متى كلل هذا الحب بمعجزة الزواج .
الرجل يجاهد للحصول على المرأة ، لكن معظم الرجال متى اصبحت المرأة ملكه فقدت لديه رونقها ونكهتها ، والمرأة بحصولها على هبة الحمل والإنجاب تتحول تدريجيا لأم حتى لزوجها .
قد يبدو هذا الكلام محمل بكل انواع العطاء والرضا لأن الزوجة اصبحت أما حتى لزوجها ، ولكن ما لا تعرفيه عزيزتي ان الزوج لن يقبل بأما له غير أمه ، فمعركة خاسرة أن تفكري تنافسيه على حب من هي احق ببنوته ، لكن الصححيح أن تنافسي نفسك وتمارسي امومتك مع صغارك على ان تكوني شريكة حياته وقلبه وعقله ، فهو يحتاج للدفء في علاقته معك ويحتاج للأنيس والصديق والعشيقة فلا تخجلي من الاعراب عن مشاعرك له شكلا ومضمونا وتخلي تدريجيا عن كل الوان الخجل والحياء الذي يرسم شكلك وجوهرك معه.
عزيزتي المرأة : أعلم ان مهامك الزوجية بعد الانجاب تكون صعبة وانك تبذلين الكثير للحفاظ على مملكتك ولكنك تبني اسوارا بيديك داخل هذا القصر بينك وبين زوجك وتظنين طوال الوقت انك حصنت بيتك بتلك الاسوار خارجه منعا لدخول اي متطفل لحياتك او لحياته ولكنك مخطئة
*****
“غاصت اصابع قدمي في تلك السجادة الناعمة في منزلنا الجديد ، وتناسيت تلك الأرضية الخشنة الصلبة لشقتنا القديمة التي كنا استأجرناها خلال العامين الأولين من زواجنا ، استمتعت باللحظة قبل ان اذهب لاعداد الافطار لتوأمينا اللذين يبلغان عاما واحدا ولزوجي بوب .
كان بوب محظوظ ليتزوجني فأنا أمراة فاضلة ، أعمل بكد واخلاص لإنجاح حياتنا معا وبكل تأكيد كنت مثل” سفينة التاجر التي تجلب الطعام من أماكن بعيدة ” فقد كان التسوق بالطفلين معا امرا مستحيلا وكانت هموم المنزل تزداد مع الوقت ولكني كان على ان ارتسم الابتسامة والرضا طوال الوقت .
تأخر زوجي على العشاء ولكن بعد قليل دق جرس الهاتف فظننت انه بوب : نعم حبيبي لقد تأخرت كثيرا ,لكني تيقنت أنه ليس بوب : السيدة روبينز ! اقدم تعازي وأسفي لوفاة زوجك !
لم اتمالك نفسي كيف يموت بوب فجأة وكيف لا تأتي الشرطة لأخباري ! وماذا سأفعل !
قال الصوت : نقدم اسعارا خاصا على شواهد القبور سيدة روبنز !
تنفست الصعداء . لقد كان مسوق عبر الهاتف يقرأ من سجل الوفيات واتصل بي بالخطأ ظنا أنني السيدة روبنز . عفوا مكالمتك للشخص الخطأ , لقد تأخر زوجي بوب في العمل ليس الا ,
قال بصوت خافت : آسف مجددا يبدو انه حدث لبس غير مقصود ، أغلقت الهاتف وانا ارتجف ماذا لو كان هذا هاتفا‘‘ لي حتي اتراجع عن الشكوى والتذمر. فأنا ارى نفسي بثوب المثالية الزائد رغم أن لكل منا مهامه , ماذا سأفعل بمفردي وبولدي أن حلت علينا تلك المأساة . بعد قليل سمعت صوت بوب : لقد عدت آسف على التاخير ، حبيبي اهلا بك في بيتك وارجو الا تتأخر مرة اخرى وحمدا لله على سلامتك “
من كتاب : Chicken soup for the soul
******
انجوانا