منصور: الإعلام المصري يصنع الوهم
أحمد منصور الإعلامي بفضائية الجزيرة، فيمنشور عبر حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر “تويتر” عبر فيه عن استيائه من مايقدم على شاشات التلفزيون :
“صناعة الاهتمامات الفارغة للشعوب، حينما تشعر الأنظمة المستبدة بغضب الشعوب من أدائها وفشلها وظلمها وتسلطها تلجأ إلي حيلة خبيثة هي استخدام وسائل إعلامها فى صناعة الأهتمامات الفارغة للناس ولعل إعلام النظام المصري هو أفضل النماذج التى حققت نجاحا منقطع النظير فى هذا المجال ومن أبرز مظاهر صناعة الأهتمامات الفارغة هو صناعة شخصيات فارغة تستقطب جمهورا واسعا لاسيما من الأميين والفارغين فشعب نسبة الأمية في بعض قطاعاته تزيد على 60% يمكن التأثير فيه بشكل كبير من خلال هذه الشخصيات الفارغة التى أصبحت تحتل مساحات كبيرة علي شاشات الفضائيات ، ومن خلال الشخصيات الفارغة يتم صناعة موضوعات تافهة وفارغة لا حصر لها”.
“أما من يسمون أنفسهم متعلمين أو مثقفين فيتم إشغالهم من خلال صناعة الفضائح والسباب والشتائم والردح بين هذا المذيع وذاك وذاك الممثل وتلك الراقصة، أو تقوم الأجهزة السوداء بتسريب مقاطع وأشرطة سواء كانت حقيقية أو مفبركة ليتم إدخال هذه الزبالة إلي بيوت الناس عبر المخبرين والأمنجية الذين يعملون مقدمي برامج فى الفضائيات ليترك الناس همومهم وتدور حكاياتهم وجلساتهم حول شتائم هذا لذاك أو فضيحة هذه أو تلك، حتى أصبح الفضاء المصري مستنقعا يقذف بالقاذورات يوميا فى بيوت الناس من خلال الشخصيات التى من المفترض أن تكون مصدرا للعلم والمعرفة والثقافة “.
“حينما فكرت فى كتابة هذا المقال اضطررت أن أشاهد وأتابع بعض هذه المزابل الأعلامية فأصابتني كآبة وحسرة علي ما آلت إليه الأمور وحاولت أن أبحث عن شبيه لما وصل إليه إعلام المستنقعات والمزابل فلم أجد ، والمشكلة أن ما يجري يوضع علي الشبكة العنقودية وسيبقى ، وهذا ما جعلني أقول أن هذا المنهج الفاسد يصلح أن يكون نموذجا يدرس في الأكاديميات عن وسائل وأساليب صناعة الأهتمامات الفارغة وإشغال الشعوب بالتفاهات من خلال إعلام المستنقعات”.
“لكن يبدوا أن هذا المنهج حقق فشلا ذريعا جعل زعيم الأنقلاب عبد الفتاح السيسي يخرج فى خطاب المولد النبوي خائفا مرتعبا مفككا فى خطابه وعباراته مستجديا الشعب أن ينصرف عن فكرة الثورة الجديدة التى تطالب بها قطاعات واسعة من الشباب الغاضب لاسيما هؤلاء الذين خدعوا بانقلاب 3 يوليو وأيدوا الزعيم الملهم ثم اكتشفوا أنهم بعدما يقرب من ثلاث سنوات يعيشون فى مستنقعات الأكاذيب والفراغ وصناعة الأكاذيب ، صحيح أن هذه الوسائل والأساليب نجحت بشكل كبير مع الأميين والفارغين لكن الذين يملكون عصا الغضب والتغيير فى الشعوب ليسوا هؤلاء الذين يتلاعب بعقولهم كل يوم عدد من المخبرين عبر شاشات الفضائيات ولكنهم ذلك الجيل الجديد من الشباب الذي يحمل الأمل والذي سيصنع المستقبل ويلقي بكل هؤلاء فى مزبلة التاريخ “.