آراءخبر عاجلدوليصورة و خبر

أبو درويش عرضت نموذج المعلم المرشد

 خاص حماك

muna1
د . منى ابو درويش

” تطور دور المعلم الإرشادي إلى نموذج المعلم المرشد في النظام التربوي ” عنوان الورقة البحثية التي تقدمت بها الدكتورة منى علي أبو درويش –  جامعة الحسين بن طلال المملكة الأردنية الهاشمية إلى مركز لندن للبحوث والاستشارات لعرضه في مؤتمره الدولي الخامس الذي أقيم في الأردن بالتعاون مع منتدى الفكر العربي بعنوان ” ” الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم . . إصلاح وتطوير “

د منى ابو درويش : يُعدّ المعلم المحور الأساسي في النظام التربوي، حيث يقع على عاتقه العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية، فهو حلقة الوصل بين النظام التربوي والطلبة، لذلك لا يمكن الاستغناء عن دوره مهما اكتُشف من نظريات وطرق ووسائل تعليمية.إلاّ أن هذا الدور لابد له أن يتطور بما يواكب متطلبات العصر، وبالتالي بناء أجيال تستطيع أن تتماشى مع ركب الحضارات، لأن دوره يختلف من وقت إلى آخر بسبب تغيّر ظروف الحياة، فهو في الوقت الحالي معلم ومرب في آن واحد، فعلى عاتقه تقع مسؤولية الطلاب في التعلم والتعليم والمساهمة الموجهة والفاعلة في تنشئتهم التنشئة السليمة من خلال الرعاية الواعية والشاملة للنمو المتكامل للفرد روحياً وعقلياً وجسمياً ووجدانياً،زيادة على دوره في مجال التفاعل مع البيئة وخدمة المجتمع والمساهمة في تقدمه ورقيه ( الفرح ودبابنه ،2006 ).

 

نجاح عملية التعلم والتعليم تحتاج إلى معلمين مؤهلين علمياً وتربوياً ومهنياً، وقادرين على استيعاب الفلسفة التربوية للنظام التربوي وأهداف المجتمع وعمليات التطوير والتحديث للمناهج لتواكب التطورات والتغيرات العالمية في شتى المجالات ومعرفة ما تحتاجه هذه المناهج من إستراتيجيات للتدريس والتقويم، لتسهم في إكساب المتعلمين المعرفة والاتجاهات في التدريس والتقويم. ويتميز القرن الحادي والعشرين بتغيرات وتطورات متسارعة في جميع مناحي الحياة الإنسانية، إذ يُعد التعليم الوسيلة التي تُمكّن الناس من مواجهة هذه التغيرات والتطورات، لذلك يجب أن يكون التعليم الذي تقدمه المدرسة قادراً على إعداد الطلبة الإعداد السليم الذي يمكنّهم من مواجهة التحديات والتغلب عليها ( Hadhod, 2004).

 

الباحثة ابو درويش : أكد الإعلان الصادر عن مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي أقره مؤتمرهم الثامن الذي عُقد في الدوحة بدولة قطر عام 1984، على أخلاق مهنة التعليم ومن أبرزها:

–       تقوم العلاقة بين المعلم وطلابه على أساس علاقة الأب بأبنائه، أساسها الرغبة في نفعهم، وسداها الشفقة عليهم والبر بهم التي أساسها المودة الحانية، وحارسها الحزم الضروري، وهدفها تحقيق خيريّ الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم.

–       يمثل المعلم قدوة لطلابه خاصة، وللمجتمع عامة، فهو حريص أن يكون أثره في الناس حميداً باقياً، لذلك فهو متمسك بالقيم الأخلاقية والمثل العليا، يدعو إليها ويبثها بين طلابه، وأبناء مجتمعه ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع.

–       المعلم أحرص الناس على نفع طلابه، يبذل جهده كله في تعليمهم وتربيتهم، وتوجيههم، يدلهم على الخير ويرغبهم فيه، ويبين لهم الشر ويحول بينهم وبينه منطلقاً من تعاليم دينه الحنيف.

–       المعلم صاحب رأي وموقف تجاه قضايا المجتمع ومشكلاته مما يفرض عليه توسيع نطاق ثقافته وتنويع مصادرها ومتابعة المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليكون قادراً على تكوين رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة مما يعزز مكانته الاجتماعية ويؤكد دوره داخل المدرسة وخارجها.

–       إسهام المعلم في كل نشاط يحسنه ويتخذ من كل موقف سبيلاً إلى تربية قويمة أو تعليم عادة حميدة إيماناً بضرورة تكامل البناء العلمي والعقلي والجسماني والعاطفي للإنسان من خلال العملية التربوية التي يؤديها المعلم

 

وفي نهاية عرض البحث أجابت  أبو درويش عن سؤال مفاده من هو المعلم المرشد وكيف يتم إعداده؟  

من منطلق أن المعلم هو الأقرب للطلبة وأنه الأعرف بحاجاتهم من ناحية رعاية نموهم ومساعدتهم على تحقيق التوافق وحل المشكلات إلى جانب حاجتهم للتعليم والتحصيل، فقد ظهر ما يسمى المدرس – المرشد الذي يقوم بتدريس مادة تخصصه بالإضافة إلى تقديم خدمات الإرشاد، ويشير سليمان 2010، إلى أن هناك مبررات لوجود المدرس – المرشد تتمثل في أن التربية التقدمية الحديثة تتطلب قيام المدرس بدور مزدوج ( التدريس والإرشاد ) باعتباره أقرب الأشخاص للطلبة في المدرسة، إضافة إلى نقص المرشدين النفسيين في المدارس .

ويتم إعداده من خلال تزويده بمواد الإعداد التربوي والنفسي ومواد الإعداد الإرشادي بجانب مواد تخصصه، بالإضافة إلى التدريب على بعض المهارات التربوية والإرشادية الخاصة أثناء فترة الدراسة وإعداده كمعلم، كما يمكن تقديم البرامج التدريبية لفترات قصيرة ومتلاحقة للمدرسين أثناء الخدمة .أما الخصائص والصفات الشخصية الواجب توفرها لدى المدرس – المرشد بجانب كفايته العلمية وتأهيله الأكاديمي وخبرته العملية فتتمثل في أن يكون إنساناً ملتزماً بالقيم الاجتماعية مؤمنا بأن من يتعامل معهم أيضا أشخاص يجب احترامهم وتقدير قدراتهم ومساعدتهم على حل مشكلاتهم، كما يعرف متى يُحول الطلاب إلى المتخصصين الذين يستطيعون تقديم المساعدة لهم حينما يشعر أنه ليس بإمكانه هو القيام بذلك، بالإضافة إلى التحلي بالصبر والحساسية لردود أفعال الآخرين ،والموضوعية، والثبات الانفعالي واللياقة، والهدوء وسعة الأفق والذكاء الاجتماعي، والاتزان والتمتع بصحة جسمية ونفسية جيدة إلى جانب المظهر العام اللائق، وحسن الإصغاء والمودة والإخلاص والجدية .  

 

  من خلال عمل الباحثة في العمل الإرشادي في المدارس، وما لاحظته من طرق تمارسها المعلمات مع الطالبات أثناء المشاركة في برنامج دكتور لكل مدرسة، فقد تبين مدى أهمية تزويد المعلمين بوسائل وطرق إرشادية لتحسين أدائهم وتعاملهم مع الطلبة خصوصاً ونحن ننادي بتنمية شخصية المتعلمين من كافة جوانبها الجسمية، والمعرفية، والانفعالية، والاجتماعية ، إضافة إلى ما تواجهه المجتمعات حاليا من مخاطر واضطرابات.

وفي ضوء ما سبق وما أشارت له الدراسات من تركيز على كفايات المعلمين، وما تضمنته من إشارات تتعلق بخصائص المعلمين المهنية والشخصية وأثر ذلك على سلوك الطلبة واتجاهاتهم، لا بد من إعادة النظر في بعض الأمور منها السعي لتطبيق نموذج المعلم المرشد وذلك من خلال:-

–       البدء بإعداد المعلم المرشد والذي يشير إلى المعلم الذي يدرس تخصص أكاديمي في مجال محدد ثم يضاف لتخصصه تأهيل في مجال الإرشاد فيجمع بذلك بين التدريس والإرشاد.

–       تعديل الخطط الجامعية الخاصة بإعداد الراغبين بالتوجه للتدريس، وذلك بتضمين برامج البكالوريوس في كليات العلوم التربوية مواد تتعلق بالإرشاد التربوي والنفسي تمكنه من التعامل مع الطلبة لاحقا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى