آراءدوليمحلي

الشايجي:«لوياك».. و«الماسونية»

بقلم: صالح الشايجي :

صالح الشايجي
صالح الشايجي

منارات المجتمع هي قلاع محصنة، وهي ملك لكل فرد في المجتمع، وليست ملكية فردية أو خاصة.

وهذا هو بالضبط واقع مؤسسة «لوياك» غير الربحية.

أضحت هذه المؤسسة وفي أقل من عقد ونصف من عمرها، منارة كويتية ترفع رأس كل كويتي، وهي الفريدة من نوعها في العمل الخيري الإنساني البناء الذي كتب صياغة جديدة لواقع الشبان والشابات الكويتيين.

أدركت «لوياك» خطورة تسرب الشبان، إلى منابع التطرف أو غسيل الأدمغة أو عوالم الجنون والغوص في تفاهات تهدم عقولهم وتجني على براءتهم، وتقتل ما لديهم من إبداعات فنية وثقافية وعلمية، فنشطت في هذا الحقل وبدأت من الصفر في مجتمع لم يتعود على مثل هذه المبادرات ولم يتعود على مؤسسات تعمل الخير من اجل الخير نفسه، وبعيدا عن المصالح والأهداف والأغراض التي تخدم فئة ما وتسخر إمكاناتها لتوجه ما غالبا ما يكون- ومع كامل الأسف- إرهابيا ومساهما في إشعال الحروب وإثارة الفتن وإذكاء نار الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد.

لقد نأت «لوياك» بنفسها عن ذلك المهوى الخطر والضار، واختارت طريق بناء الإنسان وخدمة المجتمع خدمة حقيقية وإحياء روحه التي اجتهد كثيرون في سبيل سلبها، فتدفقت الأفكار في بحارها حتى خرجت خارج نطاق الكويت، وأصبح لها في كثير من بقاع الأرض وبالذات في المجتمعات التي تعاني من حرمان أو حروب بيرق يرفرف.

أما أن يأتي اليوم كائن من كان ليكيل التهم إلى «لوياك» ويعيب محاسنها ويرخص أفضالها ويصفها بـ «الماسونية»، فذلك أمر غريب، ولا أدري أأراد به صاحبه مدح «الماسونية» أم سب «لوياك»؟!

إنه من حيث لا يدري امتدح «الماسونية» إن كانت تمثلها مشاريع «لوياك» الخيرية والإنسانية والتنموية الفكرية، والتي تعمل على بناء الإنسان وتحيي عزيمة الفرد وتنمي مواهبه، لا كالآخرين الذين ضللوا الشبان وقذفوا بهم في متاهات الموت وساحات الحروب هنا وهناك، وكلما انطفأت للحرب نار أشعلوا أخرى.

«لوياك» ملك للكويتيين جميعا، وتقع على عواتقنا مسؤولية الدفاع عنها ورفض التشكيك فيها من أجل تحجيمها وإطفاء توهجها، وذلك ما يسعى إليه المتضررون من وجودها لأنها كشفتهم بأعمالها ودون أن تسعى إلى كشفهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى