الأمم المتحدة تحذر: العالم يسير نحو مسار مناخي كارثي عشية “كوب30”

قبل يومين من انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ “كوب30” في مدينة بيليم البرازيلية، أطلقت الأمم المتحدة إنذارًا جديدًا للعالم:
“نحن على طريق احترار قد يبلغ 2,5 درجة مئوية خلال هذا القرن، أي فوق سقف اتفاقية باريس… وباتت الكارثة المناخية مسألة وقت لا احتمالًا.”
خطر يتجاوز كل التعهدات
وفق التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حتى لو أوفت الدول بكل التزاماتها المناخية المعلنة، فإن الاحترار سيبلغ بين 2,3 و2,5 درجة مئوية، وهو مستوى يهدد النظم البيئية والاستقرار الإنساني في أنحاء الكوكب.
أما في حال استمرار السياسات الحالية دون تحسينات، فقد تصل الزيادة إلى 2,8 درجة مئوية — وهو سيناريو يصفه الخبراء بأنه “تجاوز لنقطة اللاعودة المناخية”.
فشل جماعي قبل قمة الأمازون
القمة التي دعا إليها الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ستجمع قادة العالم في قلب الأمازون، الرئة الخضراء للكوكب، في محاولة لمساءلتهم عن إخفاقهم الجماعي في تطبيق اتفاقية باريس للمناخ التي أُقرت قبل عشر سنوات بهدف حصر الاحترار في حدود 1,5 درجة مئوية.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أقرّ بأن هذا الهدف “على شفير الانهيار”، داعيًا إلى بلوغ صفر انبعاثات صافية بحلول 2050 لخفض الارتفاع مجددًا دون 1,5 درجة “إن أمكن”.
اقتصادات ناشئة تتصدر الانبعاثات
التقرير يشير إلى أن العالم واصل عام 2024 زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة +2,3%.
الهند تصدّرت الزيادة المطلقة، تلتها الصين وروسيا وإندونيسيا،
بينما تراجعت انبعاثات الاتحاد الأوروبي،
وارتفعت انبعاثات الولايات المتحدة بنسبة طفيفة (0,1%).
ورغم التحسّن الطفيف في التقديرات مقارنة بالعام الماضي (بنحو 0,3 درجة مئوية)، فإن الأمم المتحدة تؤكد أن هذا “تحسن على الورق أكثر منه في الواقع”.
الطموح المناخي.. فجوة لا تُردم
تقول كبيرة الباحثين في التقرير، آن أولهوف، إن “الطموح والعمل لا يزالان بعيدين كل البعد عن المستويات المطلوبة”.
فأقل من ثلث الدول قدّمت خططها المناخية لعام 2035 في الموعد المحدد، بينما التعهدات الجديدة “لم تُحدث فرقًا يُذكر” في المسار العام.
هل يمكن العودة إلى 1,5 درجة؟
تحاول الأمم المتحدة حاليًا بلورة سيناريو “تجاوز مؤقت” للعتبة الحرجة، على أن يلي ذلك امتصاص كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون عبر الغابات أو التقنيات الصناعية الحديثة لاحتجاز الكربون.
لكن هذه الوسائل لا تزال في مراحلها الأولية، ولا تملك القدرة على تدارك الزيادة السريعة في الانبعاثات.
كل عُشر درجة يُغيّر وجه الكوكب
يؤكد العلماء أن كل 0,1 درجة مئوية إضافية تعني أعاصير أشدّ، وموجات حر أطول، وذوبانًا أسرع للجليد، وموتًا أوسع للشعاب المرجانية، وخسائر اقتصادية بمليارات الدولارات.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن: “ما زلنا بحاجة إلى تخفيضات غير مسبوقة في الانبعاثات خلال زمن يضيق، وفي عالمٍ يزداد انقسامًا.”
بيليم.. اختبار أخلاقي للبشرية
مع اقتراب قادة العالم من غابات الأمازون هذا الأسبوع، لن يكون التحدي علميًا أو تقنيًا فحسب، بل أخلاقيًا وحضاريًا أيضًا: هل يملك النظام الدولي الإرادة لكبح تسارع الكارثة؟ أم أن “كوب30” سيكون مجرد محطة رمزية في طريقٍ يُعاد فيه تعريف حدود الكوكب وسقف الحياة البشرية؟



