Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدوليمحلي

جمال:الدبلوماسية ومنع الحروب

عبدالمحسن يوسف جمال:عبدالمحسن-يوسف-جمال

حين بدأت السياسة كعلم مستقل، كان توجهها العام: كيف يمكن للبشر أن يتجنبوا ويلات الحروب، ويبتعدوا عن الدمار والقتل؟!

وظهرت نظريات سياسية عدة في هذا الاتجاه، وأوضحت بطرق وأساليب عدة أهمية استخدام الكلمة والرمز والأسلوب الدبلوماسي لمخاطبة الحكومات الأخرى، واستخدام الاعلام لمخاطبة الشعوب.
وبرزت شخصيات عدة تفننت في العمل السياسي، ونبغت بحكمة أدائها الدبلوماسي، وأصبح لها مدرسة خاصة بها عرفت باسمها.
من هنا، فإن الدبلوماسية اضحت هي السلاح الناعم الذي لا بد منه للدول المتحضرة في تعاملها مع الاحداث هنا وهناك.
وبعد ان تطورت العملية الدبلوماسية واصبحت هناك سفارات وقنصليات تمثل الدولة في الدول الاخرى، واصبح لها سفراء تم تأهيلهم من خلال دراسات مكثفة في علم السياسة بشكل عام، والتخصص الدبلوماسي بشكل خاص.
وأصبح السفير يُقيّم بمقدار تمكنه من ايجاد قنوات حكومية وشعبية وتجارية في البلد الذي يمثله، وقدرته على الترويج لسياسة بلده.
وصار نجاحه يتمثل بكثافة العلاقات الاجتماعية والسياسية التي يقيمها مع مكونات الشعب الذي يعيش بينه كممثل لبلده.
لذلك، فإن من المستغرب دبلوماسيا إذا لم تستطع دولة عضوة في الأمم المتحدة تجنب الحروب باستخدام دبلوماسية «الردع»، وهو السلاح الاقوى اليوم، الذي يعتمد على «شطارة» العمل الدبلوماسي، الذي يعتمد على احترام دول العالم لسياسة اي دولة.
واذا اردنا ان نضرب مثلا في نجاح الدبلوماسية العربية، فإن دولة الكويت تأتي في المرتبة الاولى من حيث تصنيفها السياسي؛ الذي يعتمد على استخدام قوة الدبلوماسية، بدلا من قوة السلاح، والحنكة السياسية، بدلا من القوة المفرطة.
وهذا الامر كان منذ نشأتها وإلى الوقت الحاضر، حيث تمتاز الكويت بقدرتها ومرونتها على التعايش السلمي، سواء الداخلي او مع الدول الاخرى، وذلك باستخدامها المميز للعمل الدبلوماسي المرن، الذي يعتمد على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، واعتبار الحروب من المحرمات.
كل ذلك جنب الكويت الكثير من المخاطر، وأكسبها احترام العالم كله، وجعلها مميزة في سلوكها الدبلوماسي والإنساني لدى منظمة الامم المتحدة وكل دول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى