Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

محمد كريشان: مصر وصحافيوها

mohkrichen

سألت المذيعة الأمريكية الشهيرة كريستيان أمنبور عمرو موسى مستشار المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي (هكذا قدمته قناة السي ان ان) عن وجود أي معنى لاعتقال صحافيي قناة شبكة «الجزيرة» لخمسة أشهر دون توجيه اتهام مقنع لهم أو صدور أحكام عليهم فأجاب «أوافقك الرأي، وأعتقد أن هناك أمورا يجب أن تصحح، ولنترك هذا للإدارة الجديدة والرئيس والحكومة المقبلة».

جواب يبعث مبدئيا على الأمل في إطلاق سراح قريب لهؤلاء الزملاء الأربعة المعتقلين منذ أشهر خاصة بعد أن سبقت لموسى الإشارة في نفس المقابلة بأن»السيسي إلى هذه اللحظة ليس الرئيس أو ليس في موقع المسؤولية عما يجري في البلاد، لكن عندما يتم انتخابه سيكون مسؤولا عن كل التحركات». مع ذلك فإن مثل هذا الكلام على إيجابيته الظاهرة يحمل في طياته شبهة أن يكون هؤلاء الصحافيون وغيرهم تم الإبقاء عليهم في هذا الوضع كنوع من الرهائن، حتى يتحقق الإفراج عنهم في عهد السيسي رئيسا فتحسب نقطة لفائدته يحاول أن يفند بها ما يلصق به من صفات شخصية مستبدة ستحكم مصربالحديد والنار.

ووفق ما جاء في رسالة بعثتها مؤخرا «لجنة حماية الصحافيين» في نيويورك إلى المرشحين لإنتخابات الرئاسة، فإن هذه اللجنة ومنذ أن تأسست عام 1981 «لم يتعرض الصحافيون المصريون أبدا لهذا القدر من التهديد جراء الاعتداءات والسجن، وحتى الموت».

قد قتل، وفق هذه اللجنة، 10 صحافيين على الأقل أثناء قيامهم بواجبهم منذ2011 بمن فيهم 6 قُتلوا منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في العام الماضي. ومما يزيد من فداحة هذه الأرقام أن صحفياً واحداً فقط لقي حتفه في مصر خلال الأعوام العشرين التي سبقت عام2011.

وتضيف اللجنة في رسالة مديرها جويل سيمون أنه قبل عامين فقط لم يكن يوجد أي صحافي سجين في مصر أما الآن فيبلغ عددهم 16 على الأقل بسبب عملهم مما يضع مصر بين أسوأ خمسة بلدان في العالم من حيث عدد الصحفيين السجناء. ويقبع العديد من هؤلاء الصحافيين في السجون دون توجيه اتهامات ضدهم ودون الالتزام بالإجراءات القضائية السليمة

وناشدت اللجنة الفائز بانتخابات الرئاسة أن يقوم بإجراء تحقيقات شاملة بشأن مقتل جميع الصحافيين ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وبإنهاء إساءة استخدام السلطة من قبل القضاء المصري التي قادت إلى سجن هذا العدد من الصحافيين.

المؤشرات المتعلقة بالحريات ككل في مقبل الأيام في مصر لا تبعث على الاطمئنان على الإطلاق ولكن الطمع في توفر بقية حكمة لإدراك مدى حجم الضرر الذي أصاب صورة مصر في الخارج قد تجعل بعض الأمل قائما على الأقل في ملف الإفراج عن الصحافيين المعتقلين. وما زاد هذا الضرر فداحة الصورة التي قدمها الصحافيون المصريون عن أنفسهم إجمالا طوال الأشهر الماضية من أنهم جوقة واحدة تعزف ذات المعزوفة بنفس النوتة وبنفس المايسترو، حتى أن الجميع جلس مؤخرا في لقاءات تلفزيونية في حضرة المشير، وقبل أن يصبح رئيسا أصلا، في غاية الأدب والانضباط وكأن على رؤوسهم الطير!.

في أحلك سنوات حكم الرئيس مبارك، كانت هناك دائما قدرة لدى الصحافيين، تصعد وتنزل، لمناوشته وانتقاده دون أن يزج بهم في غالب الأحوال في السجون. يبدو أن قدر الصحافيين الآن في مصر أن يطالبوا باسترجاع ما كان لهم من «مكاسب» في عهد مبارك ليس أكثر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى