محمد عبد المحسن-حماك
يعاني السودان من تفاقم الأوضاع الإنسانية وتردي الأحوال المعيشية للملايين من المواطنين، منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين قوات الجيش النظامي، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، وهي ميليشيات شبه عسكرية من الجنود المرتزقة يقودها محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، في منتصف أبريل الماضي.
ومن بين تداعيات الصراع العسكري المسلح تشريد ونزوح الملايين، ونقص حاد في الغذاء، وتعطل النشاط التعليمي، إلى جانب تراجع حاد في قدرة النظام الصحي على تقديم الرعاية المناسبة، حتى النظام على وشك الانهيار، وفقا لما صرح به مسئول منظمة الصحة العالمية بالسودان، الدكتور نعمة سعيد عابد. أوضح عابد، خلال مشاركته في مؤتمر للأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، أن ما بين 70 و80 بالمائة من المرافق الصحية لا تعمل في بؤر النزاع الساخنة، وفى المناطق التي لم تتأثر بالصراع.
توجد صعوبة في توفير الرعاية لمرضى السكر، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والفشل الكلوي، وغير ذلك من الأمراض المزمنة، ناهيك عن تعذر تقديم الوقاية اللازمة من الأمراض المعدية، التي باتت منتشرة في عدة بؤر، منها وباء الكوليرا، الذي انتشر من جراء تحلل جثث ضحايا المواجهات المسلحة في الشوارع؛ نتيجة لصعوبة دفنها أحيانا.
هذا، وقد أعلنت وزارة الصحة السودانية وفاة حوالي 122 شخصا نتيجة للإصابة بالكوليرا، منذ 15 يوليو حتى نهاية أكتوبر من العام الجاري، إلى جانب انتشار الإصابة بحمى الضنك، وهو مرض معدٍ ينقله البعوض، ووصول عدد الحالات إلى ما يزيد على 3316 حالة.
