خبر عاجل

الأنباء : المطوع رجل الأقدار

نشرت جريدة الأنباء فى  7 يونيو 2010  هذا التقرير المطول الذى يسلط الضوء على جزء من حياة  رئيس  تحرير  ” حماك ” الأستاذ  مبارك المطوع ، فى محاكاة لفترة مهمة من حياته . و ” حماك ” إذ تعيد نشر هذا التقرير ترجو الله له الصحة والعافية ودوام النضال فى سبيل الصدح بالحق فى مختلف قضايا الأمة الإسلامية والوطن العربى فى القلب منه .

الأنباء117797-astkpal_mhtgazen_mh_2-6-2010_(137)

منتصف التسعينيات وفي خضم الأزمة الصومالية توجه نحو أرض الحدث لتلمس قضايا النزاع مباشرة وليعاين القضايا التي تمس الإنسان اينما كان او في اي موضع يتعرض فيه لإهدار حقوقه او التعرض لأمنه وسلامته وكرامته التي اقرها له الشرع الاسلامي.

وفي العام 2003 انضم الى الفريق القانوني الدولي الذي يتولى الدفاع في قضية البوسنة امام محكمة العدل الدولية في لاهاي في الشكوى على صربيا.

وقبل ايام قليلة كانت وجهته لنصرة المظلوم واحقاق العدل عبر المشاركة في قافلة الحرية ضمن وفد كويتي وليضيف لمسيرته التطوعية والخيرية وساما يعلق على الصدور.

حقوق الإنسان

يعد احد ابرز وانشط العاملين في مجال 117797-452029-01-02حقوق  الإنسان اسلاميا على مستوى الكويت وايضا عربيا واقليميا من منطلق كونه الامين العام للجنة الاسلامية العالمية لحقوق الانسان.

ينطلق في عمله من الحديث الشريف: «لا يقفن احدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه» لينجز ما تستطيع يداه تقديمه ولا يكتفي بموقف المتفرج.

اتحاد المنظمات الأهلية

حمل مشروع اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان قبل 16 عاما من الكويت الى القاهرة فكانت السنة الأولى للجنة تحضيرية والثانية للإشهار لتبصر اللجنة النور لتطرح معالجاتها لقضايا عديدة على المستوى المحلي كالبدون والمرأة والتعليم إضافة الى المشاركات المتعددة في المؤتمرات المختلفة.

يفتخر بمشاركته ايضا في تأسيس الاتحاد العالمي للمنظمات الأهلية في العالم الاسلامي ومقره اسطنبول وذلك برعاية من المنظمات الاسلامية الكبرى، حيث انتخب نائبا للرئيس ودائما ما يرد على الانتقادات التي تطول اللجنة بعدم فاعلية دورها بأن الاحداث التي تتوالى وتتسارع في العالم الاسلامي اكبر من قدرة اللجنة.

مجال الدعوة

نشأ في مجال الدعوة رغم اعترافه بأنه ليس بداعية ويحرص على إلقاء محاضرة يومية في المسجد خلال شهر رمضان، كما يحرص على قراءة الكتب الفقهية ويعتبرها بمنزلة المراجع الطبية للطبيب، ويهوى الكتب التاريخية خاصة المتعلقة بتاريخ العصر الحديث بعد سقوط الخلافة.

عائلته بمنزلة مملكته، فمن أبنائه من اختار المحاماة، ومنهم من فضّل المجال الدعوي، ويشدد المطوع على أهمية نصح كل مسلم بأن يكرم أباه وأمه لأن الله عز وجل أمر بحسن معاملتهما خصوصا ان الجنة تحت أقدام الأمهات، ويدعو للاهتمام بتربية الأولاد بالصورة الإيجابية السليمة حتى تزرع في نفوسهم القيم والأخلاقيات النبيلة منذ صغرهم.

الوفاق الوطني

عرض عام 2006 مشروعا أسماه وثيقة الوفاق الوطني ضمن حركة المجتمع الكويتي.. (حماك) للمّ الشمل وتوحيد الصف لأبناء البلد الواحد عملا بالواجب وحق المواطنة ويدور حول مشروع الدوائر الانتخابية الذي شغل البلاد في تلك الفترة، واعتبرها حركة اجتماعية تصحيحية بالدرجة الأولى، وليست السياسة من أولوياتها على الرغم من تداخل القضايا في الكويت.

رحيل فلذة كبده

فاجعة أليمة تعرض لها المطوع في صيف 2008 عندما فقد ابنه معتصم بالله (9 سنوات) جراء حادث مروري تعرض له من قبل أحد الشباب المستهترين أثناء توجهه لحضور احدى جلسات الذكر في المسجد وفي طريق عودته إذا بأحد أبناء المنطقة يصدم ابنه ليفقد فلذة كبده.

تقدم المطوع على اثر ذلك بمذكرة الى النائب العام طالب فيها بإعمال نصوص القانون على بعض حوادث السير المرورية التي يظهر منها ما يفيد بأن قائد المركبة كان متوقعا للحادث او انه يتصرف بالمركبة كوسيلة للقتل وتتحول بفعله الى سلاح قاتل بطبيعة الاستخدام لا بطبيعته الذاتية، وهذا ينطبق على حالات كثيرة بتحول الأدوات كالروافع وآلات الحفر والتقطيع أو الزراعة أو النقل كالسيارة وغيرها الى أدوات للقتل بحسب الاستخدام وان النية لدى القاتل ليست متوافرة للقتل ولكنها بحكم الاستخدام بطريقة غير حريصة أو غير مدرك أو متمكن أو متدرب عليها فإنها تحول الى جريمة عمدية ولو من باب الإيذاء أو الضرب وهي لا شك ولا محالة ستؤدي الى ذلك في هذه الأحوال، وهنا يجب ان يتدخل القضاء والنيابة العامة الممثلة للمجتمع في حمايته وتحريك الدعاوى الجزائية الجنايات، وكذا الجنح، وان أنيطت استثناء بالداخلية.

ثلاثة عقود

رجل قانون ذو باع طويل، يمارس المحاماة منذ ثلاثة عقود ويعتبر ان من واجبات المهنة الاساسية التي تم القسم عليها هي صون الحقوق والدفاع عن العدالة والقيم القانونية والدستورية وهي دعائم استمرار الكويت مميزة ومتقدمة، رفع العديد من القضايا التي رأى فيها ضرورة تسليط الضوء عليها ولاصلاح مكامن الخلل فيها ففي عام 2009 شهدت اروقة القضاء سابقة اذ للمرة الأولى في تاريخ القضاء يتقدم المطوع بالطعن بالتزوير في الانتخابات.

قضية أخرى أخذت حيزا واسعا من الجدل والنقاشات تقدم بها المطوع ضد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بصفته، وضد رئيس مجلس الأمة بصفته وطالب فيها بإيقاف العمل بالنشاط الحزبي القائم لمدة كافية لاصدار قانون تنظيم الاحزاب وممارسة الحقوق السياسية ولمدة قابلة للتمديد، ولمرة واحدة مماثلة تلتزم الحكومة خلالها بتقديم مشروع القانون الى مجلس الأمة للنظر فيه وإقراره عملا بنص مواد الدستور.

وطالب المطوع في دعواه بالزام المعلن اليه بصفته نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وبصفته ممثلا لحكومة الكويت، بتقديم مشروع قانون تنظيم الاحزاب وممارسة الحقوق السياسية واتاحة الفرصة لجميع الافراد من المواطنين والجماعات لتشكيل الاحزاب عملا بنصوص الدستور ووفقا للضوابط القانونية لهذا القانون والاذن للمدعي بإنشاء وتأسيس حزب وفقا للقانون.

محامي البوسنة

تجربته في البوسنة كان لها اثر كبير عندما تم تكليفه باعادة فتح ملف قضية البوسنة ضد جرائم الصرب، ودعمها عربيا واسلاميا من خلال تعيينه محاميا مشاركا في الدفاع عن القضية امام محكمة العدل الدولية ضمن فريق الدفاع المكلف بهذا الشأن، إذ فوض باختيار محامين آخرين من دول العالم الاسلامي لتدعيم الفريق بخبرات اقوى اسهمت الكويت من خلالها في اعادة إحياء ملف القضية مرة اخرى، والمرفوعة منذ عام 1993 للحصول على الدعم المادي والمعنوي اللازم للقضية.

فصائل الصومال

أما الصومال فقد قام برحلة اليها مع اللجنة بعدما تم طرح مشروع المصالحة بين الفصائل الصومالية عامي 96 و97 والتقى بالفصائل كلها ومنهم المرحوم محمد فارح عيديد رئيس الفصائل الكبيرة وأبدوا كل الاستعداد للمصالحة والتفاهم وايدوا فكرة المصالحة على مستوى رجال القبائل الأخرى. وتم عقد المؤتمر الذي نتج عنه تشكيل برلمان أو جمعية عامة وتشكيل حكومة ورئيس منتخب.

شريعة الغاب

ومن الصومال الى فلسطين فالكويت التي استقبلته مع أعضاء قافلة الحرية الكويتيين استقبال الأبطال ولم يفوت المطوع استعمال مقدرته القانونية عندما أوضح ان سجن «بئر السبع» فيه خطأ قانوني واضح عندما أرادوا ترحيلهم للسجن لأن مثل تلك الحركة تخالف القوانين.

فمسيرة المطوع مع فضح الاعتداءات الإسرائيلية طويلة إذ تقدم عام 2000 بورقة عمل أمام الاجتماع الطارئ للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة أكد خلالها ان الممارسات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الإنسان التي أقرتها المنظمات الدولية في وثائقها.

اتفاقيات جنيف

وحمّل المطوع اسرائيل حينها المسؤولية الكاملة عن الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن تلك الممارسات التي وصفها بأنها لا إنسانية، وأشار الى اتفاقيات جنيف التي تلزم الدول المحتلة باحترام حقوق المدنيين وضمان سلامة الأطفال والنساء الذين كفلت لهم الاتفاقية معاملة خاصة.

واعتبر ان الإسرائيليين يطبقون على الشعب المسلم في أرض الإسراء شريعة الغاب، وعليهم ان يتحملوا المسؤولية الجنائية وتعويض أهالي الضحايا عن الخسائر البشرية التي لحقت بذويهم، مشيرا الى ضرورة تطبيق نظام محكمة نورمبرج الذي أيدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي لا يعفي رؤساء الدول أو ذوي الحصانة من تطبيق القانون والعقوبة بعد محاكمتهم.

وطالــــب المطـــوع فـــي ورقـــته حيـــنها بإنـــشاء محـــكمة دولية لمحاكمة رئيس وزرائهم ومجرمي الحرب الإسرائيليين كما تم في يوغوسلافيا ورواندا وطوكيو ونورمبرج.

قدم بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان دعوى للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يختصم فيها الاتحاد الأوروبي والأطراف الموقعة على اتفاقية المعابر بين جمهورية مصر العربية وفلسطين والتي تم بموجبها إغلاق معبر رفح الأساسي والحيوي على الحدود المصرية ـ الفلسطينية.

اتفاقية المعابر

واعتبر ان هذا الإغلاق المتواصل والمتكرر ـ وإن تخلله فتح مؤقت لأيام معدودة ـ لا يستند من الناحية القانونية والدولية الى أساس صحيح ولا اتفاقية سليمة.

واعتبر ان الاتفاقية أصلا غير ملزمة لأطرافها وطالب بالحكم ببطلانها وعدم شرعيتها.

الإسلام والقوانين الوضعية

صاحب خبرة كبيرة في مجال المطالبات بحقوق الانسان منذ عام 1993 ومشارك فعال في منتديات اقليمية وعالمية عديدة وصاحب مواقف وجهود مشرفة اضافة لمساهمات عديدة قام بها خلال عضويته للجنة الاسلامية لحقوق الانسان.

يعتــــبر ان الاسلام هو الذي كفل حقوق الانســـان، وقـــــد سبق كل الدساتير في اقرار وتحديد هذه الحقوق، بـــــدأها بحق الانسان المؤمن ثم المسلم واتسعت لتشمل كــــــل الناس ويستدل بقوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) وبما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: «يا أيها الناس ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا»، بل ان الانسان بنظره ليتعمق ايمانه كلما قرأ حقوق الانسان في القرآن، تماما كما يتعمق ايمان العالم الفيزيائي، كلما قرأ في الآيات العلمية والطبيب كلما قرأ في آيات التشريح، والفلكي عندما يقرأ في آيات الكون.

المستقبل الأفضل

الفــــارق عنــــده بين حقــــوق الانسان في الاسلام وفي القــــوانين الوضعية هو كالفرق بين السماء والارض، فالاسلام عامل الانسان بمفهوم اعمق يتجاوز مفهوم الانسان كمـــنتج او كمواطن ، ولكن نظر له نظرة مقدسة حيث اعتبره من روح الله، وهو بالفعل كذلك، لذلك وضع القرآن العقوبات الزاجرة والرادعة لضمان حقوق الانسان، والآية الكريمة تقول (ولكم في القصــــاص حياة يا اولي الالباب)، فالقصاص قد يكون دما وازهاق روح، ولكن تقابله حياة، البعض يدعو لالغاء عقوبة الاعدام، وأولهم اليهود، لان معظمهم مجرمون، ويخافون ان يعاقبوا بالاعدام.

يرى بحالة حقوق الانسان في العالم العربي بانها في طور النمو والتقدم والحلحـــلة، لان العـــالمين العــــربي والاسلامي بنظره يعانيان منذ سنين طويلة في جانب حقوق الانسان والوعي في ازدياد ويبشر بمستقبل افضل، ويعتبر العالم يتجه نحو الديموقراطية باتفاق وهيمنة دولية.

ولكــن ينكــــشف مع الوقت انها بصـورتها الحاليــــة لا تتوافق 100% مع احوال الدول العربية والاسلامية تماما، كالبدلة التي تفصل بالخارج ثم يؤتي بها لتلبس هنا، لانها تحتاج بنظره الى ضبط على مقاس العالمين العربي والاسلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى