الرشيدي: حراك بلا فاعلية

ذعار الرشيدي – الأنباء:

 المسارات السياسية في الكويت أصبحت في حكم المحددة، فمهما بلغ الحراك ومهما تصاعدت نبرة النقد الشديد للحكومة، ومهما كانت قوة تأثير الحراك إعلاميا سواء محليا أو حتى عالميا، فالأمور تتجه إلى نتيجة واحدة محددة لم يعد للحراك سيطرة عليها أو حتى تأثير عليها، وهي أن مجلس الأمة الحالي سيكمل والتغيير المرتقب في الحكومة هو تغيير طبيعي ومنتظر، ويعتقد أنه سيتم بعد عيد الفطر.

>>>

ليس في الأمر تقليل من شأن شباب الحراك، ولكن الحقيقة أن الحراك السياسي اليوم مدعوما بالأغلبية المعارضة ومؤيدا من تيارات سياسية أخرى لن يفعل شيئا ولن يؤثر على السياق للنهج السياسي العام الذي تعمل بموجبه الحكومة.

>>>

الحراك اليوم مجرد شكل اعتراضي أكثر من معارضة حقيقية فاعلة، وهو أمر لابد أن تعيه المعارضة قبل أن نطالب الحكومة بأن تعيه، نعم المعارضة في الكويت بأكملها ومنذ 25 عاما وهي مجرد شكل اعتراضي، شكل رافض، تأخذ شكل المعارضة السياسية ولكنها تتصرف كما لو كانت شريكا غير محسوب على أطراف أخرى في صراع سياسي ممتد، وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد.

>>>

أكرر وحتى نضع الأمور في نصابها الحقيقي، نحن نطلق على كتلة الأغلبية، كتلة الأغلبية «المعارضة» ولكن في الحقيقة هي شكل معارض، ولا ينطبق عليها المصطلح العلمي للمعارضة، أولا نحن لا نملك أحزابا سياسية كما في الدول الديموقراطية المحترمة «ديموقراطيا»، لذا لا يمكن أن تتكون لدينا معارضة بمعناها الدلالي العلمي، وما لدينا مجموعة من الأشخاص قاموا بتكوين تيار سياسي لا ينطلق من قاعدة فكرية سياسية واضحة أو أشخاص خرجوا من عباءة تكوين سياسي قديم، أيضا لا يمتلك قاعدة فكرية سياسية حقيقية، وكل ما فعله أعضاء المعارضة أنهم وبدلا من أن ينطلقوا من قاعدة فكرية سياسية واضحة ومحددة، استبدلوها بالقواعد القبلية والمذهبية والعرقية والفئوية والمناطقية لذا أصبحت «معارضتنا» التي لا تشبه أي معارضة في العالم كله أسيرة لتجاذبات القواعد القبلية التي تنطلق منها أو المذهبية أو غيرها وبالتالي هذا ما جعل أجزاء من تلك المعارضة رهينة تحالفات مع بعض أطراف الصراع في البلد، تحت شعار «مجبر أخوك لا بطل».

>>>

هنا لا أشكك في نوايا المعارضة، ولكن أقدمها من حيث التعريف الدلالي للمصطلح العلمي الذي لا ينطبق عليها، وحتى لا نتكابر بشيء لا نملكه.

>>>

شباب الحراك المندفع بعاطفته وقلبه وخوفه على البلد نرفع لهم العقل، وأما المتحركون وفق أجندات تحت ظلال تحالفات فسامحهم الله.