آراءمحلي

العبدالجادر:رحلة أمل على «الكويتية»

بقلم: عبدالله العبدالجادر عبدالله العبدالجادر:

الخطوط الجوية الكويتية تجوب العالم بعلم الكويت منذ الستينيات وكانت تعتمد على الكفاءات الوطنية من الطيارين ومهندسي الطيران والإداريين الذين اجتهدوا في رفع مستواها وتطوير أدائها حتى وصلت لمنافسة الطيران التجاري الأجنبي في مواعيدها وسلامتها وخدماتها وحتى جاء الغزو الصدامي الغاشم ودمر كل شيء ولكن بعد التحرير توحدت جهود العاملين الكويتيين تحت شعار «معا لنحقق التميز» وبدأنا في إعادة بناء الكويتية كل في تخصصه وكنت ضمن فريق إعادة البناء لإدارة الموارد البشرية وتم تكليفي بالحصول على كل ما يتعلق باختصاصي وهو جمع الملفات الورقية والآلية للهيكل التنظيمي والوصف الوظيفي وجدول الرواتب ونظام تقييم الوظائف وبالفعل سافرت للشركة الاستشارية التي تعاقدنا معها وكان مقرها في اليونان «أثينا» والحمد لله فقد حصلت واسترجعت أغلب الملفات الورقية وعلى السي دي من النظام الآلي للشركة الاستشارية التي والحمد لله مازالت تحتفظ به ورجعت الى الكويت وبدأنا إعادة ما فقدناه وقمنا بتحديثها وأدخلت في النظام الآلي للكويتية وكذلك باقي الزملاء انجزوا ما عليهم لإعادة بناء الكويتية كما كانت وأحسن. بعدها بدأت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية تمر بمراحل تطوير المؤسسة من وضع خطة لتحديث وشراء طائرات جديدة وإجراءات المطالبة بتعويض خسائرها وإرجاع طائراتها المسروقة وعانت المؤسسة الكثير وسنوات طويلة لإنهاء هذه الأزمة، وبالمقابل سوق الطيران التجاري المحلي والإقليمي يتسارع في الحصول على نسبة من تسويق شركاتهم وهذا أثر على المؤسسة لعجزها المالي الذي طال الحصول على سداده من التعويضات والموافقات الحكومية البرلمانية ولهذا تأخرت الكويتية في تطوير اسطولها وفوق هذا جاء قرار الحكومة بتخصيص المؤسسة الى شركة مساهمة وهذا الأمر طال بين الحكومة ومجلس الأمة وتعديل قانون تخصيصها ولهذا فقدت الكويتية نسبتها السوقية في الطيران التجاري وكما يجب عليها أن تخفض أعداد العاملين فيها من الكويتيين وغير الكويتيين، وهذا أمر عانت فيه إدارة المؤسسة وواجهت معارضة وعدم قبول من النقابة وأعضاء مجلس الأمة وكما تغيرت إدارة الكويتية أكثر من مرة وهذا سبب الكثير من المعاناة وأخر الكثير من القرارات والإنجازات لتطوير المؤسسة ولكن والحمد لله تخطت الكويتية بعضا من هذه المشاكل والمعوقات بفضل الكفاءات الكويتية التي أدارتها.  بين كل هذه المعاناة والمعوقات التي واجهتها الكويتية فقد حظيت بكفاءات كويتية ادارتها بحكمة وبدأت في تأجير طائرات حديثة بعدد 12 طائرة خلال 2015 التي ستعمل على تحسين الحصة السوقية الحالية من 20% الى 50% وهنالك خطة لشراء 25 طائرة وخاصة التوجه الحالي لبعض الشركات التي لديها أصول ببيعها واستئجارها مرة أخرى مثل طيران الجزيرة قررت بيعها أسطول طائراتها المكون من 15 طائرة من طراز إيرباص (ايه 320) مقابل 507 ملايين دولار أميركي (أي ما يعادل 149 مليون دينار كويتي تقريبا) في خطوة استراتيجية لتطوير نموذج عملها من خلال الانتقال الى استئجار الطائرات بدلا من تملكها والتساؤل هل هي استراتيجية جديدة لنمو الأرباح؟.

وبعد صدور قرار محكمة الاستئناف مؤخرا بعودة السيد سامي النصف الى منصبه كرئيس مجلس إدارة لشركة الخطوط الجوية الكويتية وحل مجلس الإدارة الحالي وعودة القديم، نأمل من الحكومة ان يكون أمام أعينها الصالح العام للكويتية وتثق بالكفاءات الوطنية وخاصة القوي الأمين وبس، ترى الخطوط الجوية الكويتية ما تستاهل كل هذا العذاب والإعاقة وخلوها تنطلق في رحلة امل لعلها ترجع أكثر اشراقا وحيوية ويرى العالم من جديد علم الكويت يرفرف في السماء بإذن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى