Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

الكندري :زمن التواصل الاجتماعي

عبدالعزيز الكندري :عبد العزيز الكندري

نحن نعيش اليوم في زمن التواصل الاجتماعي، يجلس الشخص في غرفة صغيرة، ولكنه متواصل مع العالم عبر الأجهزة الذكية، ولعل الكثير من الأسر بدأت تعاني من إدمان أبنائهم على هذه الأجهزة ما أثر بالسلب على التحصيل الدراسي، ولأن الأسرة هي النواة الأولى في تكوين وتنشئة الأبناء، فلابد أن تكون تلك التنشئة سليمة سوية، لأنها ستؤثر على نفسية الأبناء بلا شك والعكس صحيح، كما أنه يجب توفير البيئة النفسية المناسبة للأطفال حتى ينشأوا تنشئة طبيعية سوية سليمة، وهى لاتقل أهمية عن الحاجات الأخرى المهمة والضرورية المختلفة، لأن وجود الأبناء في البيت مع عدم توفير بيئة نفسية مناسبة بلا شك سيؤثر ذلك على مستقبلهم تأثيرا سلبيا.

في دراسة وجدتها على صفحات الإنترنت نشرها أحد المعاهد النفسية في أميركا، كشفت أن هناك أكثر من 100 أسرة أميركية تضم أطفالاً تتفاوت أعمارهم ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، تشير الدلائل بينهم على وجود علاقة بين شخصية الطفل المشاكس والذي يتحرك كثيرا والمتمرد وبين الأم كثيرة الغضب.

إن العلاقة الأسرية هي علاقة حميمية بين الزوجين والأبناء معا، الأم تعطي العطف والحنان للبنات، والأب تجاه الأبناء، وهي أدوار تكاملية تبادلية…ولكن في حالة تقصير أحد الطرفين بمهامهما فإن ذلك سيترتب عليه آثار على الأبناء والتفكك الأسري وغياب القيم وروح التسامح، خاصة في هذا العصر… عصر التكنولوجيا والتقدم وعصر التواصل الاجتماعي الذي أدى إلى إدمان الكثير من الابناء والآباء على حد سواء لهذه الأجهزة، ما أدى إلى انقطاع وانفصال العلاقات الأسرية الحميمية.

نحن أمام جيل جديد مختلف عن الأجيال السابقة، جيل نراه يدمن أجهزة التواصل الاجتماعي الأمر الذي قد يؤدي بها إلى نتائج عكسية، لدرجة رأينا أن الشخص الانطوائي قد يجد بعض الصداقات على تلك الوسائل، ما يؤدي إلى فقدان الشخص من أداء مهامه، وما نشاهده في هذه الأيام من مشاكل على الأبناء من ظهور بعض الصور والمشاهد الشاذة نتيجة طبيعية لفقدان العاطفة والحوار الفعال الجاد من الآباء تجاه الأبناء وعدم معرفة متطلباتهم واحتياجاتهم المختلفة، ما يجعل الابن يبحث عن إشباع هذه العاطفة في الخارج…وهنا تكمن المشكلة والخطورة.

كما تجد صورة أخرى من صور الانفصال عن الوالدين والمتمثلة في إيداع أطفال دون سن المراهقة في عهدة السائق يذهبون معهم دون حسيب أو رقيب، في وقت تجد فيه الأب لاهياً غافلاً أمام هاتفه النقال، فإذا دخل المنزل لا ينفصل عن مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا خرج لم يعد إلا في وقت متأخر بعد أن يجلس ساعات في الدواوين لاهم له إلا القيل والقال…

أما الأم فهي مشغولة بحفلات الاستقبال وآخر أخبار الموضة، والاهتمام بالمظهر الخارجي مع إهمال للجوهر الداخلي، ما تلبسه يساوي آلاف الدنانير، ولكن النفسية تحمل كل الأخلاق السيئة من البغض والحقد والحسد وإعمال الفكر للانتصار من الند والخصم. نعم هم أباء وأمهات ولكنهم مع وقف التنفيذ، أو أنصاف آباء.

إن الأبناء أمانة في عنق الآباء، وسوف يسألنا الله تعالى عنهم، وفي حالة التقصير في تربيتهم سيظهر لدينا آباء وأمهات مع وقف التنفيذ وهم كثر في هذا الزمان مع الأسف الشديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى