آراءدولي

النصف: مزمار داعش

سامي النصف
سامي النصف

سامي النصف – الأنباء:

في القرن الرابع عشر الميلادي تعرضت أوروبا للطاعون أو الموت الأسود، كما سمي لاحقا واكتشف ان سبب انتشاره هو الفئران التي تنتقل بين المدن ومن خلال السفن لبلدان بعيدة، وقد انتشرت قصة تراثية أوروبية عن صاحب المزمار الذي يفتن ويسحر صوته الفئران فتتبعه حيث يرميها من جبل شاهق إلى حتفها بالبحر.

****

أضحت منطقتنا منذ عقود مركز التطرف والارهاب في العالم الذي أدى الى جرائم كبرى كأحداث سبتمبر 2001 وتفجيرات أوروبا وأفريقيا وآسيا، ولو ترك الأمر للصدف لصعب تصيد المتطرفين واحدا بعد الآخر في دولهم العربية والاسلامية المختلفة ولاحتاج الأمر لعقود ولربما حتى قرون، لذا وجبت إعادة قصة صاحب المزمار الذي تتبعه الفئران «المتطرفون» دون عقل لحتفهم كي يمكن للطائرات حصدهم والقضاء على التطرف «الموت الأسود» الجديد.

****

وهذا تماما ما فعله بن لادن عندما جمع المتطرفين والمتشددين من كل حدب وصوب في افغانستان وجبال تورا بورا لتبيدهم الطائرات والصواريخ والقوى المتحالفة فيقتل منهم من يقتل ويذهب الباقي مصفدين الى معتقلات تورا بورا التي ارجعت كثيرا منهم الى صوابهم، وتلاه في ذلك العمل الزرقاوي حيث تبعه أهل التشدد فقضى عليهم وقبلهما المتطرف ابونضال الذي يذكر الكاتب البريطاني باتريك سيل في كتابه عنه «بندقية للايجار» ان دعوته الى التشدد بالقضية الفلسطينية جعلت الشباب الفلسطيني المتطرف ينضم الى معسكراته التي اقامها في ليبيا حيث قضى هو بالقتل المباشر على ثلثي هؤلاء الشباب وارسل الثلث الأخير للقيام بعمليات ارهابية في الخارج يتم من خلالها القضاء عليهم او سجنهم.

****

ولما كانت ثقافتنا الموروثة ومناهج مدارسنا وبعض دعاتنا أقرب للمصانع التي تنتج معينا لا ينضب من الارهابيين، لذا وجب خلق صاحب مزمار جديد يتبعه الغاوون والمتطرفون الى جبال العراق وصحارى الشام لتقضي عليهم الحملات الجوية والعسكرية التي لن ينجو منها سعد ولا سعيد وبعدها سيختفي البغدادي كما ظهر.

****

آخر محطة:

 1- يتضمن المفهوم العربي للحرب التقليل دائما من شأن قدرات العدو ليكتشف لاحقا ان الحقيقة هي تماما عكس ذلك فينهزم بسرعة، المفهوم الغربي للحرب يتضمن دائما التعظيم من شأن العدو كحال اعتبار جيش صدام رابع اكبر جيش في العالم بقصد تعظيم النصر عليه، تعظيم قوة «داعش» هذه الأيام هو تحضير لعملية الانتصار عليها.

2- «داعش» واتباعها من الجهل والتخلف الذي يمنعها من صنع طلقة رصاص واحدة فما بالك بصنع الأسلحة والمركبات؟ «داعش» يمكن لها ان تموت دون حرب وبالسكتة المكانية الفورية لو فقط منعت عنها الأموال التي تأتي بالرجال ومركبات النقل اليابانية وقطع غيارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى