أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في المركز الأساسي لقرية مخماس التابعة لقضاء القدس بفلسطين المحتلة سنة ١٩٦٧م. ويسمى أيضا مسجد الزعبي ولا أدري إن كان هذا اسم من بناه أو لقب رجل يراد تخليد اسمه!
وبالطبع فإن مسجدنا هذا هو الأكبر في هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي ألفي نسمة فقط، من بين خمسة مساجد تفخر بها القرية، وهي: مسجد الدوير وهو مسجد قديم يقع في شرق القرية، ومسجد السلطان إبراهيم المميّز بقبتّه المكسوّة بفسيفساء فيروزيةّ اللون، ويقُال إنّ بناءه يعود إلى العهد التركي، ومسجد الدبور، ومسجد آل صيام الذي هو في طور التجهيز، بجانب مسجدنا هذا وهو مسجد الزعبي الذي يحمل اسم المسجد الكبير؛ لأنه أكبر هذه المساجد الخمسة، فهو ذو مساحة متوسطة من الأرض ويتكون من طابقين واسعين، ويحتوي على مصليين منفصلين للرجال والنساء، ولهما طاقة استيعابية عالية قياسا بحجم القرية وما تحتوي من مساجد، بجانب المواضئ ودورات المياه النظيفة!
يؤدي المسجد دورا مهما في حياة سكان هذه القرية، سواء من الناحية التربوية والتعليمية أو من الناحية الاجتماعية والخدمية، ويحاول القائمون عليه الدخول على هذه الغايات من أبواب متفرقة!
وتوضح الصور أن المسجد تحفة فنية بديعة، بهندسته المعمارية الأنيقة وتفاصيله الفنية الجذابة، فالمبنى الرئيسي يأخذ شكلا ثمانيا جميلا، ويتزين بقبة خضراء تسقف جزءا كبيرا من المسجد، ويشمخ بمئذنة شاهقة ذات تصميم رائع. ويزدهي المسجد من الداخل بالنقوش والزخارف والخطوط ذات الألوان الزاهية والتي تغطي القبة ومساحات مدروسة من المسجد، ومن سقف القبة تتدلى ثريا ضخمة، وتتدلى من الجوانب ثريات صغيرة، ويحظى المسجد بمحراب رخامي ضخم يغطي مساحة كبيرة من الجدار القبلي وكأنه قطعة واحدة!
