د. عبدالمحسن يوسف جمال :

منذ عقود والدول الغربية تستقبل المهاجرين من الخارج ومن الدول العربية. حيث لجأ اليها الكثير من الاسلاميين بحجة اضطهادهم من قبل حكوماتهم. فقامت هذه الدول الغربية بايواء هؤلاء العرب والاسلاميين وحمتهم وهيأت لهم العيش الكريم وسمحت لهم بانشاء المساجد والمؤسسات الدينية. بل ان بعضهم تجنس بجنسية هذه الدول واصبح مواطنا له كل حقوق المواطنة.
ولكن بعض هؤلاء الناس كانوا يحملون افكارا غريبة ومبادئ خاطئة وسلبية حتى في حق الذين آووهم وامنوهم.
وتدور الايام وتبرز الاحداث الاخيرة في ما يعرف بالربيع العربي فيقوم الغرب بتأييد اسقاط بعض الانظمة العربية، ويغض النظر عن هؤلاء الاسلاميين الذين يواصلون الذهاب الى دول الربيع العربي ليقاتلوا اخوانهم العرب.
ويواصل الغرب تأييده لهؤلاء فيقوم بتسهيل انسيابهم الى تلك الدول ويسمح لهم بالتدرب على القتال وحمل السلاح والانخراط في التنظيمات التي يعلم الغرب جيدا انها ارهابية وغير منضبطة، وخاصة انها تجمع شذاذ الافاق والذين لا يلتزمون باي قانون وضعي.
وحين طالت المعارك في بعض الدول العربية من دون نتيجة تذكر، اللهم الا مزيدا من القتل، عاد هؤلاء المقاتلون الى دولهم الاوروبية وفي اذهانهم ان العالم كله كافر.
وبما انهم ارتبطوا مع التنظيمات الارهابية ويتلقون اوامرهم منها، فانهم كانوا على استعداد لعمل ارهابي حتى في البلاد التي آوتهم وامنتهم من بعد خوف، واشبعتهم من بعد جوع.
فالارهابي لا ايمان له، ولا دولة يحترمها.
وهكذا بدأ الغرب يتجرع من الكأس التي قدمها للآخرين، وينتقل اليه السيناريو نفسه الذي رسمه لغيره، فالحياة علمتنا انه كما تدين تدان.
واليوم بدأ الغرب بنفسه يبحث عن هؤلاء المقاتلين الذين دربهم وارسلهم للقتال في الخارج، ليحاسبهم ويقتص منهم لانهم اصبحوا خطرا عليه في الداخل، والسؤال الكبير هو: لماذا ما زال الغرب يواصل تدريب هذا النوع من الناس ويسلحهم مع خطورتهم الواضحة عليه؟
علّها احدى احجيات لعبة الاممّ..
الله اعلم.