بعد توقف دام طويلا عن الكتابة أعود اليوم للحديث عن انسان يشكل قدوة حسنة لجيل من الشباب. بالأمس كنت مدعواً للمشاركة في ملتقى بعنوان الشباب بناء وتنمية تحت رعاية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور فهد العفاسي وأعد الملتقى إدارة العلاقات العامة قطاع التنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج الذين بذلوا جهودا كبيرة في تنظيم الحدث .
وكان من بين الحضور كمحاضرين لشباب الجامعات اللاعبون ، المالي سيدو كيتا لاعب برشلونة الأسبق والجيش القطري الحالي ومن المعروف أنه معتنق للإسلام حديثا واللاعب المالي المسلم أيضا عمر كانوتيه سفير الدوري الإسباني ، إضافة الى الإعلاميين سوار الذهب ومحمد الكواري من بن سبورت و مشاري الخزيم و نادر كرم والقارئ محمد البراك ، إضافة الى أمير القلوب المحلل الكروي ونجم الكرة المصرية والعربية الأسبق محمد أبو تريكة .
شاركت في الملتقى من يومه الثاني وقد استحوذ أبو تريكة على اهتمام كبير من دولة الكويت ممثلة في وزارة الأوقاف ومن الجماهير التي التفت حوله في كل مكان ذهب إليه وامتلأت مقاعد القاعات التي تحدث فيها عن تجربته ناصحاً الشباب بضرورة التمسك بحبل الله وطاعته لكل من أراد النجاح والتوفيق في حياته ، وأكد تريكه للشباب أن حب العمل والإخلاص له هو طريق التميز وأن الاقتداء بالنبي الخاتم محمد – صلى الله عليه وسلم – أفضل السبل للنجاة فهو اكسير الأخلاق .
وقال تريكه مما قاله أنه لن يلجأ للعمل السياسي ولا يحبه ، متمنيا لوطنه مصر الخير والرفعة والتقدم ، لكنه سيلبي نداء اندية الأهلي والترسانة ومنتخب مصر في أي منصب رياضي مناسب يستطيع من خلاله تقديم رسالة سامية ورفعة للمكان الذي سينتسب اليه ، مشيرا الى ان مقولة الأهلي أعظم نادي في الكون حقيقة ولو لم العب في الأهلي لتمنيت ذلك وليس غيره .
وأوضح أن قميص النادي الأهلي كبيرة جدا ومسؤولية عظيمة لدرجة أن بعض لاعبي الأهلي كانوا يبكون قبل بعض المباريات ويتمنون أن الأرض تنشق وتبلعهم قبل النزول للملعب من فرط الإحساس الكبير بالمسؤولية وهذا يفسر عدم انسجام لاعبين كبار جاءوا الى الأهلي ولم يقدموا مردوداً جيداً .
وحول صديقه محمد صلاح قال انه صاحب القرار في الانتقال الى أي نادي ، ولا يستطيع أحد الان أن يملي عليه أي رأي لأنه وصل لمرحلة كبيرة من النضج ، مشيرا الى أن الصيف القادم قد يشهد انتقال صلاح إلى دوري آخر ولا يستطيع أحد أن يرفض برشلونة أو ريال مدريد في إشارة تؤكد تقارير اهتمام مدريد بالتعاقد مع صلاح في الصيف القادم .
ولم يفتأ تريكه ينصح شباب الجامعات بالانخراط في العمل والاهتمام بدراستهم وحب تخصصاتهم والاقبال عليها بشغف والصبر وعدم تعجل النجاح .
لكم شعرت بالفخر من قدرة هذا اللاعب الخلوق على كسب القلوب وتوجيه النصح والإرشاد بشكل بسيط من دون تكلف حتى انه ذكر موقف كنت قد تعرضت له شخصياً في مقتبل حياتي حينما شجعني جاري المحترم ممدوح عدلي وأخذني لاختبارات النادي الأهلي ايمانا منه بموهبتي و نجحت في اختبارات كرة القدم بالنادي الأهلي عام 1982 وطلب مني الكابتن مصطفى حسين ” أبو الأشبال ” شراء حذاء كرة ولم أستطع طلب ذلك من والدي لإدراكي بظروفه آنذاك ، ففقدت فرصة الانضمام للأهلي .. ذكر تريكه انه ذهب الى الترسانة عن طريق جاره مجدي عابد وتدرب مع الفريق أسبوع ولما طلبوا منه حذاء كرة ” فوتبول ” لم يكن يملك ثمنه انقطع عام كامل عن النادي ثم عاد بعد أن تيسرت ظروفه نوعا ما من خلال عمله مع والده في مصنع الطوب ، وذكر بكل تواضع ان والده كان يذهب إلى عمله على دراجة قاطعا حوالى 25 كيلوا صباحا ومثلهم مساء في العودة ، لذلك كان والده قدوة كبيرة له في الكفاح ، فشكرا تريكه على تواضعك الجم ودماثة خلقك وقوتك في الحق .
ملتقى ناجح بكل المقاييس نشكر عليه وزارة الأوقاف فمن الضروري أن يتعرف شبابنا على تجارب القيادات الشبابية الناجحة في عالمنا العربي ومحيطنا الإسلامي، لعلهم يستطيعون الصمود أمام سيل جارف من المتغيرات والعواصف التي تؤزهم أزا من كل حدب وصوب لاسيما في العقد الأخير من الزمن وكأنهم هم المستهدفون ، حفظهم الله سواعد ناهضة للأمة الإسلامية ووقاها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .
تريكة و محمد عبد العزيز
