حماك||محمد عبد المحسن
لثالث مرة منذ عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الفائت، يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى دولة الاحتلال، في زيارة قيل إنها لإقناع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتطبيق هدنة إنسانية تسمح بإدخال اللوازم الأساسية إلى القطاع، وكذلك بالتفاوض من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
استمرار التعنت الإسرائيلي في مواجهة تطبيق الهدنة
غير أن بلينكن، خلال لقائه بنتنياهو، أمس الجمعة، لم يقنع الأخير بضرورة تطبيق الهدنة، حيث أصر نتنياهو على رفض المقترح، بما يشمل رفض السماح بإدخال الوقود إلى غزة، برغم الحاجة الماسة إليه في القطاع المنكوب.
الهدف الحقيقي للاقتراح الأمريكي
والمفارقة الداعية للتأسف، وفقا لما كشف عنه موقع أكسيوس الاستخباراتي الأمريكي، نقلا عن مسؤول أمريكي وثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أن هدف الهدنة المقترحة هو منح جيش الاحتلال فرصة للاستعداد، قبل تكثيف هجومه البري على غزة، كما سيخفف من الضغوط على إدارة بايدن، المتهمة بتقديم دعم مفرط للاحتلال الإسرائيلي، في حرب الإبادة الجماعية على يشنها القطاع. وفي المقابل، طمأن بلينكن قادة الاحتلال إلى أن إدارة بايدن تقف معهم، لكنها في حرج بسبب الوضع المأسوي في غزة، بأن قال “لا نريد إيقافكم، لكن ساعدونا لمساعدتكم على كسب مزيد من الوقت”.
شرط نتنياهو لقبول الهدنة
اشترط بنيامين نتنياهو لقبول الهدنة إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وهو نفس موقف ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هاليفي. ويبدو أن أنتوني بلينكن تعمد في المؤتمر الذي عقد اليوم السبت، في العاصمة الأردنية عمان، مع وزيري الخارجية المصري والأردني، التراجع عن وساطته السابقة لتطبيق هدن إنسانية، بأن زعم أن الهدنة في الوقت الراهن ستسمح لمقاتلي حماس بإعادة التموضع في مواجهة العدوان الإسرائيلي.