Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدولي

جمال : بوادر عودة الحرب الباردة

 عبدالمحسن يوسف جمال:عبدالمحسن-يوسف-جمال

أشعلت أزمة سوريا خلافاً بين الغرب وروسيا، وفجّرت أزمة أوكرانيا علنية هذا الصراع. أمّا أزمة اليمن، فقد خلطت أوراق اللعبة كلها.كل ذلك سينعكس بقوة على الواقع العربي الممزق، منذ طرد سوريا من جامعة الدول العربية واحتضان دول أخرى لها، في مقدمتها روسيا وإيران.وما زاد الطين بلة أن الأوراق التي حاولت بعض الدول اللعب بها في أزمات المنطقة، ومنها التنظيمات الدينية المتطرفة، والتي كان الافتراض أنها مسيطر عليها، هذه التنظيمات خرجت من عقالها، وبدأت تلعب لحسابها الخاص، بعد أن شعرت بقوتها النسبية وضعف أسيادها السابقين. هنا شعرت الدول العربية بفقدانها أي أفق للحلول العربية، مما جعلها تتنازل عن كل أوراقها للأمم المتحدة مستنجدة بها لإيجاد حلول لأزماتنا العربية.ومع تنامي الصراع الروسي – الغربي في أوكرانيا، تراجع الاهتمام الغربي بإيجاد حل لأزمة ليبيا وسوريا، خصوصاً بعد بروز «داعش» وأخواته قوة عسكرية لا يستهان بها على الأراضي العربية.وهذا جعل ما يحدث اليوم في اليمن، رغم خطورته على الواقع العربي، والخليجي بالخصوص، غير ذي بال للدول الغربية والولايات المتحدة، والتي قد تتعامل «ببراغماتيتها» المعهودة مع أي مستجد يفرض نفسه على الساحة اليمنية، لانشغالها بقضايا أهم في صراعها مع روسيا والصين اللتين تعرفان «سر المهنة جيداً».وعلى جامعة الدول العربية، التي أضعفها خروج سوريا منها، الإسراع في لم الشمل العربي من جديد، والتفكير جدياً في طريقة لعودة سوريا إلى مقعدها بطريقة أو بأخرى، خصوصاً أن المعارضة السورية فشلت في احتلاله، لعدم قدرتها على تمثيل الشعب العربي السوري، ولرفض الغرب والأمم المتحدة إعطاءها هذا الدور.علينا كعرب قبل انفلات أوراق أخرى من أيدينا العمل على قبول العربي الآخر مهما اختلفنا معه، فإن ذلك أفضل بكثير من نبذه وعزله وتقديمه «هدية ثمينة» للآخرين، خصوصاً أن ما تعلمناه من الحروب الباردة تاريخياً أن الكثير من الدول تتجه إلى الآخر، لنبذها من قبل المحيطين بها.الوضع الدولي والإقليمي والعربي يدعونا كعرب إلى التفكير في مصالحنا قبل التفكير بعواطفنا.الغرب وروسيا، ومن خلال مصالحهما التي سيتفاهمان عليها، لا يهمهما مشاعر وعواطف بعض العرب هنا أو هناك، فهل سننتبه إلى أن السياسة هي فن الممكن، وأنه ليس فيها صديق دائم أو عدو دائم، بل دائماً مصالح دائمة؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى