Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

ناصر المطيري: قهر الإنسان الكويتي

كثير من الخطابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد كانت تتحدث عن بناء الانسان، وأن الانسان هو اللبنة الأولى في التنمية والارتقاء بالوطن، وتضمنت العديد من خطط الدولة الخمسية وبعض برامج التنمية التي تطرحها المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية على ان الأولوية للانسان وبنائه وتوفير الرخاء والرفاه والعيش الكريم له في وطن آمن مستقر.

هذا الخطاب الذي كنا نسمعه قبل سنوات مضت يكاد اليوم يتلاشى ولم يعد الحديث عن بناء الأنسان يحظى باهتمام مؤسسات الدولة وسلطاتها التنفيذية والتشريعية.. بل المفارقة المضحكة المبكية في آن واحد ان هناك مايمكن وصفه بـ«صدود» الدولة ومؤسساتها عن الحاجات الأساسية للانسان الكويتي وبالمقابل الاهتمام المبالغ فيه بحاجات «الثروة الحيوانية» من توفير مساكن وأراض واسعة ودعم لأعلافها ولمربيها فيما يراقب الانسان الكويتي هذا المشهد بحسرة وازدراء في ذات الوقت.

لا أدري هل هي من قبيل المصادفة أم هي ممارسة استفزازية من الحكومة للناس الذين يشتكون بمعاناة مريرة من أزمة في السكن مفتعلة لاسبب مقنعا لتفاقمها، ويرون ان الأراضي الشاسعة يتم توفيرها بسعة وسهولة للأبقار والحباري والخرفان وربما مستقبلا الكلاب.

يأتي هذا الاهتمام بالحيوان في مقابل ترديد الحكومة لشعارات الترشيد وعدم الهدر والتلويح بزيادة الرسوم ووضع الضرائب، في حين ان مايستهلكه الفساد الحكومي في مؤسسات الدولة من الكبار قبل الصغار يستهلك من المال العام أضعافا مضاعفة، من دون ان نشاهد فاسدا يتحاكم أو مختلسا يسجن، لذلك يعيش الكويتي أمام تلك التناقضات حالة قهر انسانية.

على الدولة ان تعي ان الاستثمار بالانسان أهم وأجدى من الاستثمار بالحيوانات التي أصبحت لها الحظوة والاهتمام الحكومي المتواصل، الانسان الكويتي اليوم بدأ يكفر بأداء الحكومة ويتذمر من دور البرلمان، ولم يعد لديه الا ممارسة «السخرية السوداء» من الواقع الراهن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى