آراءدوليصورة و خبر

مالك الأحمد:التغطية الإعلامية لمحاولة الانقلاب التركي!!!

مالك الأحمد
مالك الأحمد

بقلم/ مالك الأحمد

التغطية الإعلامية لمحاولة الانقلاب التركي في الإعلام العربي والغربي ومهنية التعامل مع الحدث
 الجزء الاول

التغطية الإعلامية الإخبارية للحدث تنبئ بالتوجهات الفكرية والسياسية وهذه لها مدلولاتها حيث لايوجد في العالم ما يسمى “الإعلام المحايد”

قناة العربية
منذ الساعات الأولى بثت أخبارا عاجلة على العربية والحدث التابعة لها، وصاغ محرروها الأخبار بطريقة توحي بنجاح الإنقلاب

“الآن بيان للجيش التركي.. جموع كبيرة يبدو أنها مؤيدة للانقلاب… الخ”
في نبرة توحي بالتاييد ثم خبر طلب الرئيس اللجوء إلى ألمانيا ثم حذفته
بعد 3 ساعات من الأخبار الكاذبة وبعد تيقن فشل الإنقلاب غيرت القناة نبرتها ومسحت التغريدات في تخبط عجيب قل أن تجده في وسيلة الاعلامية محترمة

وظفت العربية الحوارات وسيلة لتمرير الموقف المؤيد للانقلاب بالتشبيه مع مصر وتكرار أن هناك مؤيدين ومعارضين  مع وصف الجماهير الشعبية ب”مؤيدي حزب العدالة”

“الجيش يطلق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين لكنّهم لا يخافون،ويُعتقد أنهم يؤيدون حزب العدالة والتنمية”
في رسالة ان المتظاهرين من الحزب

“الجيش يعين مجلس سلام لقيادة السلطة في البلاد”
“الجيش يعلن تعليق الدستود وفرض الاحكام العرفية”العربية عاجل
“مصدر أوربي: الجيش التركي سيطر على المطارات والنقاط الاستراتيجية في اسطنبول” العربية عاجل

نيكول تنوري مذيعة العربية قالت عن الإنقلاب الفاشل “للأسف” لأنه لم ينجح قبل أن تعدل الجملة لاحقا لكن عبرت عما في النفس والتوجه

قناة سكاي الإماراتية وليس البريطانية كان لها نفس موقف العربية من تأييد الإنقلاب والتشفي من الرئيس أردوغان وتوظيف الحوارات في هذا الإتجاه
‏‏
“ترحيب بنزول دبابات الجيش التركي إلى الشوارع” !
“مصدر أمريكي:أردوغان يطلب اللجوء لالمانيا” (تم حذف الخبر لاحقا)
سكاي العربية

“محلل سياسي: واشنطن والاتحاد الاوربي مسررون من الإنقلاب التركي” قناة الغد العربي: فضائية إماراتية تبث بالعربية من لندن

“ظهور أردوغان على قناة خاصة وليس التلفزيون الحكومي يؤكد أن الجيش استطاع إحكام السيطرة على المؤسسات الأمنية والإعلامية”
قناة الغد العربي

قناة الجزيرة اتخذت موقفا ملتزما بالوقائع واستقاء الأخبار من مراسليها في تركيا وأفردت مساحة لتصريحات أوردغان، بعد سيطرة الجيش بشكل جزئي

دشنت “الجزيرة” هاشتاج #أردوغان مُرفق بكافة أخبارها فضلا عن إبراز صور مظاهرات الشوارع والميادين واصفه إياها بأنها “استجابة لدعوة أوردغان”

أفسحت الجزيرة المجال لحديث رئيس الوزراء التركي الذي وصف ما يجري بأنه محاولة إنقلابية ثم مستشارة الرئيس التركي ووزير الداخلية بفشل حركة الجيش

عرضت وسائل الإعلام المصرية أخبار الإنقلاب بشكل مثير للسخرية مع غياب للمصداقية، وأن الشعب التركي نزل إلى الشارع في ثورة شعبية ضد الحكم !

لغة التشفي من أردوغان غلبت على الخطاب الإعلامي المصري الموجه رسميا من خلال الأخبار المفبركة وأيضا البرامج الحوارية في فشل إعلامي ذريع

“عدم وجود أردوغان في السلطة هو استقرار للعالم أولا، ولأوروبا ثانيا ولأمريكا ثالثا، ثم الشرق الأوسط”
برنامج (على مسئوليتي) لأحمد موسى

انتقد شوبير في قناة صدى البلد (برنامج رياضي تحول إلى سياسي) معاملة أردوغان للجيش التركي قائلا
“هو بقاله فترة بيهين الجيش إهانة بالغة يعني”

“الجيش التركي سيطر سيطرة كاملة على شئون البلاد وفقا للبيانات “
مصطفى بكري مؤكدا على سقوط أردوغان من الحكم باعتباره إخواني لفظته جموع الشعب !

أهم القنوات المصرية مثل القاهرة والناس ،النهار،أون تي في، cbc، دريم ، صدى البلد وغيرها كانت تتكلم بلسان “الأمنيات” وليس الوقائع على الارض !

الجزء الثاني

عكس اندفاع العربية في اتجاه تأييد المحاولة الانقلابية جاء تعامل الصحف السعودية مع أخبار الانقلاب حذِرا ومعتمدا على وكالات الأنباء العالمية

‏”العالم يرفض الانقلاب على الديمقراطية في تركيا، ويدعو للحفاظ على الأمن والاستقرار”
‏صحيفة الرياض (طبعا بعد فشل الانقلاب)

‏”تركيا إلى المجهول، وأردوغان: الانقلاب لن ينجح”
‏صحيفة الشرق الأوسط
‏”الجيش يقود انقلاباً، ورئاسة الوزراء :محاولة فاشلة”
‏صحيفة الحياة
‏نددت الصحف القطرية بمحاولة الانقلاب ونقلت موقف قطر الرسمي بدعم الشرعية ممثلة بحكومة حزب العدالة ونقلت تصريحات المسئولين الاتراك ضد الانقلاب

‏”انقلاب عسكري خامس في تركيا لكن إلى الفشل”
‏صحيفة القبس الكويتية مؤكدة أن الانقلاب باء بالفشل الذريع بعد ساعات من بدئه مظهرة تاييدها لاردوغان

‏انقسمت الصحف الاردنية تجاه الحدث فالسبيل الاسلامية كانت صريحة في موقفها المندد وعرضت كلام للداعية سلمان العودة في اهمية دعم استقرار تركيا

‏”انقلاب عسكري في تركيا: الجيش يعلن السيطرة وأردوغان لا يعترف”
‏صحيفة الرأي الأردنية في انحياز واضح للانقلاب

‏ستبقى علامات استفهام كبيرة تطارد “الانقلاب المفترض” ضد اردوغان وحزبه”
‏الراي الاردنية مع اشارة الى ان الامر “تمثيلية” في تهور مهني واضح

‏”المغرب يرفض مبدئيا أي لجوء للقوة من أجل تغيير الأنظمة”
‏ص أخبار اليوم المغربية التي نقلت بيان وزارة الخارجية المندد بالمحاولة

‏خرجت الصحف المصرية بعناوين متشابهة على صفحاتها الأولى ادعت فيها نجاح المحاولة الانقلابيّة في تركيا !
‏”الجيش التركي يطيح بأردوغان” !

‏تطبق الصحف المصرية مقولة “لسان الامال وليس لسان الحال والواقع”
‏طبعتها خرجت الى الاسواق قبل ان يعلن فشل الانقلال فتورطت تماما !

‏في تناغم غريب نقلت الصحف المصرية اخبارا كاذبة نقلا عن سكاي العربية التي بدورها حذفت هذه الاخبار!
‏”الجيش يحكم تركيا ويطيح بأردوغان”صحيفة الوطن
‏”الجيش يطيح بأردوغان”
‏صحيفة المصري اليوم
‏”الجيش التركي يطيح باردوغان”
‏صحيفة الاهرام
‏”البحث يجري الآن عن أردوغان، وحرب أهلية متوقعة”
‏صحيفة الفجر

‏”أحاديث عن محاولات هروب جماعي لرموز إخوانية مصرية في تركيا”
‏مصطفى بكري الاعلامي المقرب من السلطة المصرية

‏”خلع أردوغان من الحكم وإسقاط حكم الإخوان في تركيا”
‏”العالم الغربي سيتقبل خلع الطاغية اردوغان بهدوء”
‏يوسف الحسيني الاعلامي المصري

‏تميزت التغطية الاعلامية العربية للحدث بالاتي:
‏ضعف المهنية في المتابعة الاخبارية
الخلط بين الراي الشخصي والخبر
ضعف التحليل الاخباري
عدم الجاهزية في معالجة الخبر
سرعة التحليل دون وجود شواهد عملية
الاعتماد على الوكالات الغربية
التسرع في الحكم بناء على الرغبة وليس الواقع

‏انحياز كثير من المواقع الاخبارية للانقلابين من خلال اسلوب صياغة الخبر مع الجزم “انقلاب يطيح بأردوغان” وعرض بيان الانقلابيين في الصدارة
إظهار الشماتة:وصف أردوغان بـ” الهارب والمختبئ والديكتاتور” وطلب اللجوء(قناة سكاي العربية)
الموقف من اردوغان هو الذي يحدد صياغة الخبر !

اظهار الحزن لفشل الانقلاب(العربية)
الكذب  المتعمد: مظاهرات في إسطنبول مؤيدة للجيش وهتافات معادية لأردوغان(سكاي والعربية)
‏”ترحيب بنزول دبابات الجيش التركي إلى الشوارع” سكاي العربية
‏”أمريكا تحشد بقوة لمساندة أردوغان” قناة صدى البلد

‏مارست بعض وسائل الاعلام التضليل الاعلامي بقوة من خلال وصف الأحداث بغير حقيقتها والتلبيس على المتابع
‏السخرية من الحدث والاستخفاف (تمثيلية)
‏المكابرة واظهار العداوة :عندما اتضح فشل الانقلاب اتجه الحديث الى “التصفيات” و”التطهير” وان الامر مرتب من قبل للقضاء على الخصوم

الإعلام الغربي ومهنية التغطية

وضعت BBC كلمة “إنقلاب” بين قوسين في أول خبر لها وبدأت تتساءل “من يمكن أن يكون وراء الإنقلاب في تركيا؟” وألمحت لاحقا إلى أن المحاولة “مسرحية” !

 BBC تكرر في كل خبر وتقرير ما يبرر المحاولة الانقلابية !
واتخذت موقفاً غير مهني  و”بشرّت” بأن هذه المحاولة الانقلابية لن تكون الأخيرة !

“رئيس تركيا عديم الشفقة”
عنوان في  BBC مع لمز مباشر
“التطهير يشمل قطاع التعليم”
بعد إيقاف 6500 معلم عن عملهم على خلفية الإنتماء لحركة جولن

الغارديان البريطانية نشرت مقال للكاتب أندريو فينكل بأن ما “شهدته تركيا هو بالفعل إنقلاب ولكنه إنقلاب من قبل أردوغان،وليس الجيش التركي” !

صنداي تايمز:الفرصة تهيأت الآن أمام أردوغان لجعل نظامه أكثر تشددا ضد حقوق الإنسان وحرية التعبير وأن تركيا أردوغان غير مهيئة للإتحاد الأوربي !

صنداي تلغراف عن أردوغان:
انتقامي ومتسلط وسريع الغضب وعنيد حتى قبل الانقلاب أما بعدها فستنطلق أسوأ غرائزه من عقالها كما تؤشر أول ردود فعله

“الإنقلاب التركي: مؤيدو نظرية المؤامرة يعلنون أن أردوغان حضّر للإنقلاب” مع استعراض لمجموعة من الأراء
صحيفة الاندبنت البريطانية

 استضافت CNN في ساعات الإنقلاب الأولى شخصيات استخباراتية وأمنية ليتحدثوا فيما يشبه التوجيهات للإنقلابيين:
ما الذي عليهم أن يفعلوه لينجحوا

في  CNN تم عرض نصائح محددة كقطع الاتصالات والهواتف،والسيطرة على الإذاعة وغيرها ضمن توجه لدعم ونجاح الإنقلاب بصورة واضحة

صرّح جوليان أسانج أن المصادر العسكرية الأمريكية هي التي زودت قناة NBC بشائعة فرار أردوغان إلى ألمانيا ليلة الإنقلاب لتقوية موقف الإنقلابيين

صحيفة واشنطن بوست ركزت على تبعات الإنقلاب من أن” المعارضة التركية الآن سوف تقمع بشكل كبير بحجة الإنقلاب” وأن أردوغان يجير الحدث لمصلحته

 “سيصبح تواقا للانتقام ومهووسا بحب السيطرة أكثر من أي وقت مضى مستغلا الأزمة .. ولقمع ما تبقى من مخالفين له”
نيويورك تايمز عن أردوغان

“أردوغان ينتصر، لكن مصير تركيا غامض” نيويورك تايمز
كما وصفت مؤيدي أردوغان “بالخرفان” الذين يسيرون وراءه كالقطيع !

أبرزت “فوكس نيوز” الأمريكية أن “الأمل الأخير لتركيا يموت” وأن الأتراك فقدوا فرصتهم الأخيرة لوقف أسلمة الحكم مؤيدة للإنقلاب في صفاقة بالغة

أداء الإعلام الغربي تجاه محاولة الإنقلاب:
التعمية وإخفاء الحقيقة
الانحياز الواضخ للانقلابيين
الصياغة الموجهة للأحداث
التضليل الإعلامي
التشكيك في مصداقية أردوغان وعدالته
الكيل بميكالين( لم يكترثوا لقتلى المتظاهرين السلميين الذين سحقتهم الدبابات )

“من المؤسف قيام الإعلام الغربي بعكس صورة مشوهة لكفاح الشعب التركي من أجل الديمقراطية”
واعتبرت هذا الكفاح “إسلامي وجهادي”
الباحث برهان الدين دوران

الإعلام الغربي اتخذ موقفًا مناقضًا لمبادئه وللقيم التي يدافع عنها
وأن مساعي تصفية الكيان الذي حاول القيام بإنقلاب مناهض للديمقراطية” برهان الدين دوران

عدا نذر يسير فإن الأغلبية المطلقة من الإعلام العربي فضلا عن الغربي كان متعاطفا مع الإنقلاب ويعكس مواقف الحكومات الداعمة له بالدرجة الأولى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى