Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءصورة و خبرمحلي

جاد الكريم يكتب : آكلون أم مأكولون ؟!

فوزي جاد الكريم
الاستاذ/ فوزي جادالكريم

بقلم / فوزي جادالكريم صحفي مصري
لماذا لم نسمع فى بلاد “الكفر والالحاد” عبارة “الوافدين كلونا” وهل للوافد المسكين مخالب تقوى على أكل دول بحكوماتها وشعوبها ومجالسها التشريعية والتنفيذية ؟! وهل شرع هؤلاء الوافدون قوانين هذه الدول واختاروا نواب برلماناتها .. ثم هل هبط هؤلاء الغلابة من الفضاء الكويتي بالبراشوت ؟!
ثم ترى ما هو وقع هذه العبارة على الوافد وهل يمكنه ان يعمل فى مثل هذا الجو من التمييز على اعتبار انه انسان تحركه كتلة من المشاعر والاحاسيس وليس آلة صماء ، والا يكفيه هجر وطنه واهله بحثا عن مصدر رزق يؤمن من خلاله احتياجات اسرته ، ثم هل ضحايا تجار الرقيق آكلون أم مأكولون ؟!
ملايين البشر يعملون فى اوروبا وامريكا لم يسمعوا مثل هذه العبارة بل انهم اندمجوا فى مجتمعاتهم الجديدة وباتوا يتمتعون بحقوق المواطنين وعليهم ذات الواجبات ، اذ ان القانون هو المعيار دونما تفرقة مصطنعة.فالوافد طالما سمحت له الدولة بالاقامة على ترابها بات محكوما بقوانينها وليس من المنطق محاسبته على مزاحمة المواطن فى الشوارع والطرقات أو فى الدوائر الحكومية ، من منطلق عدم مسئوليته عن عدم التوسع فى بناء مستشفيات تستوعب أعداد المراجعين أو شبكات طرق تتسع لحركة المرور أو غيرها من خدمات.
أما الحديث عن التركيبة السكانية فهذا شأن الدولة فى تطبيق الاستراتيجية التي تراها ، خاصة وان الوافد لم يدخل اراضيها دونما رغبة مسئوليها بل وفقا للقوانين واللوائح المنظمة .. واذا كان البعض يتلاعب بالقوانين من خلال الاتجار بالاقامات فهذه مسئولية اجهزة الدولة وليس الوافد الذي دفع دم قلبه من أجل دخول ارض الاحلام التي صوروها له بالجنة ، ثم لم يلبث ان يجد نفسه على قارعة الطريق بلا عمل .. ينتظر اليومية ليسد بها رمقه.
وفيما يخص الوافدين العرب فلقد علمونا فى الصغر ان بلاد العرب كلها أوطاننا ، نتجول بين ربوعها بكل فخر واعتزاز بهويتنا العربية والاسلامية ، بغض النظر عن غني وفقير . وقد سمعنا من اباءنا ان الامصار العربية كانت تسودها حالة من التكافل .. يكمل بعضها بعضا بلا منة أو رياء ، من منطلق انه واجب قومي اسلامي’ يستند الى ركائز دستورية ، لكونها جزءا من الامتين العربية والاسلامية .
ولقد قرأنا فى التاريخ ان الدماء العربية اختلطت فى كافة المعارك التي خاضتها الامة منذ قبل الاسلام وبعد الرسالة المحمدية انتهاء بمعارك العصر الحديث دفاعا عن وطننا العزيز.
واذا كان البعض يعتبر ان زمن العواطف قد ولى واندثر بلا رجعة ، ولم يعد لدينا ما يوحدنا ويستجلب عطفنا ، من أواصر القربى والدين والمصير المشترك ولا حتى مروءة العرب ، أفلم يسهم هذا الوافد فى نهضة هذا الوطن بما يملك من مقومات وعلى كافة المجالات ؟! صحيح انه لم يقدم خدماته بالمجان ، مثلما هو حال شقيقه الكويتي الذي يقدم عمله مقابل أجر ، دون منة من أحد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى