Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

الشيباني : فسادهم وصل العظم

محمد بن إبراهيم الشيباني يكتب:

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

ما معنى أنه عندما يصل الإنسان إلى عضوية مجلس الأمة، أو إلى رتبة وزير أو وكيل وزارة أو مساعده أو منصب رفيع في قطاع عام أو خاص أو ابن قريب، صديق لأولئك، أن يعبث بالقوانين والنظام العام، وأن يتطاول على البشر بالتحقير والتسفيه والتهديد، أو أن يقرب جماعته على من هم أقدر منهم وأحق، من دون حياء أو مخافة أو ورع من ديان أو قانون، وأشد هؤلاء وأقبحهم ـ إلا من رحم ـ ذلك الملتزم بالتدين الظاهري بأن تكون أفعاله مثلهم سواء بسواء من دون اعتبار للالتزام. قليل هم من ذكرتهم من أصناف حين يخرج من العضوية، الوزارة، التجارة، وغيرها من دون أن تتلوث يده بشيء من حرام أو متشابهات أو خروق للقوانين والأعراف، وعبث بها أو تحايل عليها أو خداع، بغية الوصول إلى ما رمى إليه بغير حق.
أنا وغيري ندرك أن القوانين والتشريعات والأوامر والمراقبة البشرية لن تكف أو تغل أيدي الناس إذا أرادوا الخيانة أو السرقة أو العبث والرشوة والتحايل، ولكن هناك أمرين، الأول أن تكون مصداقية حقيقية لتطبيق القوانين وتفعيلها، ولاسيما إذا بدأت من فوق ثم نزولاً بمن هم تحت، ولابد أن يرى المواطن أثر ذلك واضحاً، أي التطبيق الفعلي، كما هي الحال في الدول المتقدمة المحترمة لقوانينها وتشريعاتها، التي تعارفت عليها وارتقت بها جيلا بعد جيل، حتى أصبحت تربية، سواء خوفاً من الغرامة المالية أو السجن، أو هو خلق الإنسان نفسه، الذي تربى عليه منذ الصغر، وهو احترام القانون، لأن في تطبيقه أمنه وأمانه وتسهيل أموره من دون شطط من أحد أو منة، لطالما سار على ما رسمته الدولة من قوانين تخدم مصالح الجميع من دون عسر أو صعوبة.
الأمر الثاني: لو طبق إنسان بلدنا الإسلام الحقيقي أو روحه الذي أخذ به الغرب وغيرهم واستفادوا من تعاليمه وتركناه نحن هناك، فستكون أحوالنا وبلدنا هي القدوة المحمودة لسائر من حولنا في الفعل وتطبيقه لقوانينه التي بها حياته.
أخيراً، في حال عدم تطبيق القانون من المسؤولين، وهم القدوة، فهنا سيكون كل حجيج نفسه، أي يضع قاعدة «إن الله يرى»، وعلى المواطن أن يكف شره عن الآخرين وعن المال الذي ليس له، وألا يخون في عمله، وأن يؤديه وفق ما اتفق معه عليه، فيحسب أن عليه رقابة إلهية دقيقة، وحسابها شديد وعسير في دنياه وأخراه، «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يفعل مثقال ذرة شراً يره». هنا لعلهم يرتدعون ويترددون حين فعل ما يكون مخالفاً للأنظمة الادارية والقوانين والشرائع، وهو ما نتمناه لغيرنا كما نتمناه لأنفسنا. والله المستعان.
• من جميل الحكم
«لا تلمس الحق البسيط الجلي إلا النفس البصيرة الرفيعة». (مي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى