حماك||محمد عبد المحسن
برغم ما تردد في الأيام الأخيرة، عن استعداد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة بنيامين نتنياهو، لإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، تفرج خلالها الأخيرة عن مجموعة من النساء والأطفال الذين تحتجزهم منذ السابع من أكتوبر الفائت، على أن تطلق حكومة الاحتلال عن مجموعة مماثلة من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها الوقود، إلى قطاع غزة بانتظام.
معوقات عرقلت إتمام الصفقة
غير أن الصفقة لم تتم إلى الآن، وقد قيل إن حكومة الاحتلال مترددة، خشية أن تكون الهدنة التي تنص عليها الصفقة نهاية للحرب على غزة قبل اكتمال أهدافها. في حين أشيع أن حركة حماس تراجعت عن الصفقة، في أعقاب الاقتحام الإسرائيلي الغاشم لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.
يديعوت أحرونوت تكشف سر تراجع نتنياهو المفاجئ
وفقا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن صفقة تبادل الأسرى كانت على طاولة المجلس الوزاري الأمني المصغر الثلاثاء الماضي، وكانت شبه جاهزة، لكن نتنياهو “ارتدع وتراجع وخشي من ردود فعل حزبية تهدد حكومته، فأنهى الاجتماع بلا قرارات، وامتنع عن عقد جلسة ثانية في اليومين التاليين”؛ بسبب اعتراضات الجيش وبعض الوزراء.
من الواضح أن رئيس حكومة الاحتلال خشي من تبعات إبرام تلك الصفقة، وتطبيق هدنة لخمسة أيام، كما تشترط حماس، غير مبالٍ بمصير الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والذين لقي بعضهم مصرعهم خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتقول الصحيفة “وفق رواية معينة، فهِم نتنياهو الثمن، وعندها، قبل لحظة من الحسم، حين بات الثمن سيصبح واقعيا، تخوّف وتراجع إلى الوراء. هكذا حصل في عشرات القرارات العملياتية في الماضي. دون صلة بمضمون القرارات، مسيرة القرار هدامة، فهي تخلق انعدام يقين لدى مبعوثي الدولة الذين ينكبّون على المهمة، ولدى الوسطاء بيننا وبين الطرف الآخر. القرار ليس بسيطا”.