محمد بن إبراهيم الشيباني:
هكذا والله خداع الجماهير، كل يوم تنزل في ساحتنا قوانين، ومن كثرتها لم يعد الوقت كافيا لعدها وإحصائها، كما قال ذلك العراقي البائس «شيلمهن». هذه القوانين من حلاوتها، لأنها تمثل الخلق والبناء والإعمار قلوبنا تفرح بها، فنقول جاء الإصلاح بكل خيله وخيلائه، ولكن سرعان ما تكون هذه القوانين إبر تخدير وتسكيت، وبعد فترة قليلة تضخ في السوق قوانين غيرها مثلها أو أقوى منها.. وهكذا اللعب بأعصابنا!
الكويت أصبحت اليوم من الماضي الجميل، ولا أعني به ماضي الثلاثينات وما بعدها، وانما أقصد به بداية الاستقلال عندما كانت جوهرة الخليج إعماراً في الداخل والخارج، ولا أحد يسبقها في الاثنين، عمار بنيان ومؤسسات وبناء عقول، الادارة وفنونها، حتى غدت أجمل بلد على رأس دول الخليج، ولا أجازف إن قلت في الأمة العربية قاطبة، كانت عجلة الإعمار سريعة مرتبة طابعها تخطيط وفن وبعد نظر ونظرة مستقبل، وما نشاهده اليوم من مبان ماثلة أمامنا أو عقول باقية لها تلاميذها إنما هو نتاج تلك الأجيال المخلصة.
يا أيتها الكويت العزيزة إلى اين تسيرين؟! القوانين التي تحكمنا اليوم أو نتحكم بها ما صنعتها إلا تلك العقول المخلصة، يقولون مازالت باقية من باب السخرية، لأنها ما زالت على النمط القديم وبالروبية، فأقول وهل صنعت العقول الجديدة قوانين مثلها؟!
القوانين التي تنشرها الجرائد اليومية هي نتاج ردة فعل لا أكثر وقرارات فردية وربما ذر الرماد في العيون لا تغني ولا تسمن من جوع، وفائدتها غير واقعية ولن تطبق على الافراد والجماعات، لأنها بلا روح وحياة، أو كما قيل وين رايحين وياهم، أو مع الخيل يا شقرا؟!
نحتاج إلى مسؤولين مبادرين في وزاراتهم وهيئاتهم بأنفسهم أولاً من خلال واقع وحقيقة لارياء وسمعة، كما يفعل المسؤولون في الدول التي حولنا في واقعهم وحقيقتهم وإخلاصهم.
.. والله المستعان.
- النية
«نية المرء أبلغ من عمله، كما جاء في الأثر، فمن أراد الاصلاح والبناء قرن نيته بعمله، فهنا يصدق فيما رمى إليه».
