Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

لا تتزوّج.. اشترِ بقرًا!

 

251220112059196
حمد سالم المرّي

بينما المواطن الكويتي ينتظر أكثر من 15 سنة حتى يحصل على بيت حكومي يزيح عنه هم الايجار الذي يستحوذ على نصف راتبه الشهري تقريبا، وفي الوقت الذي وصلت فيه طلبات الاسكان الى ما يقارب 100 ألف طلب يتفاجأ المواطن بموافقة مدير عام البلدية بالانابة المهندس أحمد المنفوحي على الطلب المقدم من الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بتخصيص موقع لتربية الأبقار وانتاج الحليب بمساحة 14.28 مليون متر مربع في منطقة كبد. ويقابل ذلك تصريح رئيس التخطيط العمراني في المؤسسة العامة للرعاية السكنية ناصر الخريبط بأن المؤسسة اعتمدت انشاء مجمع للسكن العمودي في مشروع شمال غرب الصليبيخات ومدينة جابر الأحمد حيث تعتبر مشاريع السكن العمودي أحد الحلول الاسكانية بسبب قلة الأراضي. فمن يقرأ هذين التصريحين يصاب بالدهشة كيف تخصص مساحة 14 مليون متر مربع لحيوانات ويخصص للمواطن الكويتي شقة؟!

هل أصبحت الأبقار أهم من المواطن الكويتي؟! أم ان هناك تخبطا وعدم تنسيق بين وزارات الدولة ومؤسساتها الحكومية؟! فالرعاية السكنية تتحجج دائما بأن سبب تأخر المشاريع الاسكانية هو عدم قيام البلدية بتخصيص أراض لتنفيذ هذه المشاريع وأن بعض الأراضي اما تملكها شركات النفط والبترول أو وزارة الدفاع وكأن هاتين المؤسستين دول مستقلة وليست مؤسسات تابعة للدولة والأراضي التي تحت مسؤوليتها تملكها الدولة وليست ملكيات خاصة حتى تتحجج الحكومة بعدم قدرتها على توفير هذه الأراضي وتجهيزها لتصبح مناطق سكنية بسبب رفض هاتين المؤسستين التنازل عنها. فالمناطق الجغرافية في الكويت أغلبها صحاري خالية كون التمركز العمراني للأسف جاء على الساحل فقط بسبب عدم قيام الحكومة ببناء مدن متكاملة في هذه المناطق الخالية.

كما ان هناك مناطق مثل الشويخ وصبحان الصناعية ومطار الكويت الدولي ومعسكرات الجيش سواء الموجودة في منطقة الرقعي أو على الدائري السادس يمكن ترحيلها لمناطق جغرافية أخرى بعيدة عن العمران وبناء مكانها مناطق سكنية سوف تستوعب طلبات الاسكان وتقصر مدة الانتظار لما يقارب الثلاث سنوات. نحن في الكويت لا نعاني من قلة الأراضي بل نعاني من تخبط حكومي ووجود متنفذين يعرقلون المشاريع الاسكانية من أجل مصالحهم التجارية المتمثلة في بناء العمارات وتأجيرها على الأسر الكويتية التي تضطر الى التأجير بسب تأخر حصولها على السكن لأكثر من 15 سنة. وحتى تنتبه الحكومة لهذه المشكلة المزمنة نقول لأي شاب كويتي مقبل على الزواج عليه بشراء أبقار قبل ان يعقد قرانه حتى يحصل على أرض في أسرع وقت ولا ينتظر 15 سنة حاله حال من سبقه من الشباب الكويتي المنتظر دوره للحصول على بيت ثم قد لا يحصل الا على شقة.

عندما خصصت الحكومة أرضي شاسعة لبناء قسائم لتربية الأبل والأغنام في منطقة كبد تحولت الغالبية العظمى من هذه القسائم الى منتجعات سياحية تأجر باليومية فهل ستتحول قسائم تربية الأبقار لمنتجعات سياحية هي الأخرى خاصة أنها ستكون أكبر مساحة من قسائم الأبل والأغنام؟

من الأخبار المضحكة والمبكية في نفس الوقت اعلان وزير البلدية عيسى الكندري تنازل شركة نفط الكويت عن 70 مليون متر مربع لبناء مناطق سكنية تستوعب 43 ألف وحدة سكنية. فهل أصبحت شركة نفط الكويت دولة مستقلة بذاتها حتى تتكرم بالتنازل عن هذه الأرض للدولة لبناء مناطق سكنية للمواطنين؟ وهل كانت شركة نفط الكويت فعلا تحتاج هذه الأرض طول السنوات الماضية؟ ولماذا لم تتنازل عنها قبل 15 سنة حتى يتم بناء مناطق سكنية فيها وتريح المواطن من الانتظار؟. للأسف اتضح للمواطن انه ليس هناك تنسيق تام ومحكم بين مؤسسات الدولة ولهذا نجد كل مؤسسة أو وزارة تعمل لوحدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى