آراءمحلي

الحساوي : عيدّي يا كويت يا أحلى بلد

د. وائل الحساوي :وائل الحساوي

كلما شاهدت الفرحة مرتسمة على وجوه أحفادي باحتفالات الاستقلال والتحرير، أشعر بالبهجة والسرور، فالاطفال يحملون روح الوطنية حقيقة لا تمثيلاً،

وهم يتفاعلون مع المناسبات الوطنية ويترنمون بالأناشيد الوطنية، ويحملون الأعلام والريات التي ترفع علم الكويت، وقد تفنن الخياطون في تفصيل الثياب التي ترسم علم الكويت لتشارك الناس فرحتهم.

لكن دعونا نسأل أنفسنا: هل يعي أبناؤنا معاني هذه الفرحة التي تتجدد كل عام، وهل قصصنا عليهم ما يعنيه التحرر من المستعمر الذي هجم على الديار في ليلة ظلماء وغدر بأهلها وأخذ يقتل الأبرياء والآمنين ويستولي على كل شيء؟! وهل يدرك أبناؤنا ما يعنيه الوطن لكل انسان، وما هي ضريبة فقدان الوطن والعيش مشرداً في الارض؟!

أذكر بأننا خلال فترة دراستنا أردنا مشاركة الفلسطينيين مشاعرهم بفقدان الوطن، فشغلنا فيلما يحكي قصة احتلال فلسطين، وقد بدأ الفيلم بعرض صور لبيوت الحيوانات المختلفة ثم يعلق شخص بالقول:

للطيور بيوت تأوي إليها، وبيت الطير يسمى بالعش، وللخيول بيوت تأوي اليها،وبيت الحصان يسمى الاسطبل ثم يعدد عدة بيوت للحيوانات، بعدها يقول: إلا الفلسطيني ليس له بيت يأوي اليه، فهو مشرد في كل مكان على وجه الأرض، والكل يطرده ويضطهده، ثم يقص قصة فلسطين بطريقة محزنة!!

كم نحن بحاجة إلى تعميق تلك المعاني الوطنية في نفوس أبنائنا وعدم الاقتصار على رفع الاعلام وترديد الأناشيد!! كذلك لابد ان نتحاور نحن الكبار حول ما استفدناه من تلك الكارثة بعد مرور ربع قرن عليها، هل قمنا ببناء بلدنا على اكمل وجه،

وهل تداركنا اخطاءنا التي أدت الى ضياع البلد وفقدان الأمن؟! ان الواقع يشهد بأننا لم نتعلم الكثير من تلك التجارب، بل «عادت حليمة لعادتها القديمة» وعملنا على تبديد ثرواتنا يمينا وشمالا الى ان وجدنا انفسنا مصدومين أمام أول هزة في أسعار النفط، اما المعادلة السكانية، فقد تم تجاوز النسب المعقولة فيها ورحنا نستجلب من هب ودب بحاجة ومن دون حاجة، حتى اصبح عدد الوافدين اكثر من ثلثي عدد السكان، وليتهم كانوا لحاجة بناء البلد، ولكن أكثرهم عمالة سائبة جاء بها بعض الحرامية الكويتيين من اجل تحصيل المقسوم منهم، وبيع الاقامات عليهم، ثم القائهم في الشوارع من دون حاجة!

أما المشاريع الاساسية التي يحتاجها البلد من طرق ومستشفيات ومدارس وجامعات فقد تم إهمالها الى ان اصبح البلد يئن تحت وطأة زحمة الشوارع والجامعات والمستشفيات وغيرها! ليس هدفنا من ذلك الحوار بث اليأس في نفوس الناس ولكن تنبيه المسؤولين الى ان تضييع الكويت مرة أخرى جريمة اكبر من الجريمة الاولى، وان من لم يستفد من تجاربه فالدمار أولى به، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف بعشرات المرات؟!

حكماء-1-300x52-300x52-1-300x52-4-300x52-1-1-300x52

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى