Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدولي

صقر:زمن المعجزات لم ينتهِ…فأنت المعجزة !! .

زمن المعجزات لم ينتهِ … فأنت المعجزة !! .

محمود صقر
محمود صقر

طبعاً لم ينتهِ ، لأن خالق المعجزات حي لا يموت .لم ينتهِ ؛ لأن الإنسان هو أكبر معجزات الكون وعلى يديه يجري قدر الله .لم ينتهِ ، فأنت المعجزة .. أنت قدر الله .المعجزة ليست مشياً على الماء أو قفزاً في الهواء ، المعجزة أن تحيا فيك الروح .. أن تتغير .. فيتغير معك مجرى التاريخ .هذه هي معجزة الإسلام منذ بداية الانطلاق مروراً بمراحل النهوض .. معجزة تغيير النفس البشرية فيتغير معها القوم والجماعة والأمة والعالم  ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
إن معجزة الإسلام هي الإيمان الذي يخلق إنسانه الجديد .
خلقت من العبد المملوك “بلال” قوة تحدت العالم ، ولم تستطع قوة أن تُخفض إصبعه التي ارتفعت بالتوحيد .
خلقت نموذج “عمير بن الحمام” الذي استرخص حياته فداءً لرسالته (أما بيني وبين الجنة إلا أكل هذه التمرات .. إنها إذاً لحياة طويلة).
خلقت نموذج “سعد بن عبادة” :(خذ يا رسول الله من أموالنا ما شئت ودع ما شئت ، وما أخذت أحب إلينا مما أبقيت ).!!
خلقت أرقى نموذج بشري لم تنتج مثله حضارة .. نموذج إنسانها المسؤول .. نموذج “ربعي بن عامر” الذي عبر عن ضمير الإنسانية أمام من يستعبد الإنسان ( جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن جور الحكام إلى عدل الإسلام ..).!!
هؤلاء البشر كانوا هم معجزة الإسلام ، اتصلت قوتهم البشرية المحدودة بقوة الأزل والأبد المطلقة الخالدة ، فأجرى الله على أيديهم خوارق لم تكن لتتم ، وهي خوارق أعظم من نقل الجبال وتجفيف البحار وتحويل العناصر من حال إلى حال.
خوارق لم تكن فقط انتصارات حربية ولا طوفان عم خريطة العالم بدءاً من نقطة اسمها “المدينة” لينساح جارفاً امبراطوريات ودولًا ؛ بل كان أعمق من ذلك .
لقد كان تغييراً لوجه التاريخ إلى الأبد .. تغييرًا للإنسان .. تغييرًا لصميم الحياة وتصوراتها .. تغييراً لن يتوقف حتى يتم الله نوره ولو كره الكافرون .
هذه هي معجزة الإسلام .. لم تكن عصا تشق البحر ، ولا سفينة تعلو على الطوفان ، بل كانت .. صياغة إنسان .
انتهت سائر المعجزات وظلت معجزة الإسلام قائمة ما بقي على ظهر الأرض إنسان .
فمنهج الإيمان الذي صاغ المعجزة حي ، لم ولن يموت .


وظل هذا الإيمان هو سفينة نجاة الأمة كلما أشرفت على الغرق .
كان هو سفينة نجاتها يوم اجتمع عليها الغرب واحتل القدس وغيرها.. وكان هو سفينة النجاة يوم انساح التتار بدعم من الغرب للقضاء كلياً على بلاد الإسلام وسقوط عاصمة الخلافة .
وما أبدع التصوير الفني للأديب المبدع “علي أحمد باكثير” حين صور عودة الروح للجيش الذي أوشك على الهزيمة أمام التتار بصيحة من “جهاد” …. ( وا إسلاماه ).
وكل من سيعلو صوته ببشير المعجزة “وا إسلاماه” سيكون غرضاً لسهام الأعداء وأعوانهم من الطغاة ، وكل يد تمتد إليهم بالسؤال ، وكل غائب عن الوعي .
وستظل المعجزة الوحيدة القادرة على بعث الروح في هذا الجسد الهامد الممدد على خريطة العالم هي :
رجال كلهم : ..”جهاد” .
صيحتهم : .. “وا إسلاماه“.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى