أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حارة ٢٤ بمدينة رهط التي تستوطن منطقة النقب بوسط فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م، وهي المدينة الوحيدة تقريبا التي يشكل العرب نسبة ١٠٠% من سكانها حتى الآن، ربما لوقوعها في صحراء النقب!
تعود النواة الأولى لهذا المسجد إلى عام ١٩٧٢م، ويبدو أنه حظي بترميمات وتجديدات عدة حتى تبدّى لنا بهذه الصورة المشرقة!
ومسجدنا هذا واحد من عشرات المساجد التي تزدان بها هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها عن ٨٠ ألف نسمة، وهو من أكبرها حجما وأكثرها سعة؛ حيث يتربع على مساحة واسعة من الأرض ويتكون على الأقل من طابقين واسعين، ويحتوي على مصليين منفصلين للرجال والنساء يتسعان لعدد كبير من المصلين، وتتوافر للمسجد مكتبة إسلامية عامرة بالكتب النافعة، وكذا بعض المرافق التعليمية والخدمية بجانب المواضئ ودورات المياه ومواقف السيارات.
ومثل كل مساجد المدينة يأخذ المسجد مكانه في صناعة الوعي الجمعي وتمتين الصروح الاجتماعية ومحاربة الآفات التي يعاني منها عرب ١٩٤٨ ومنها تفشي الجريمة المنظمة والثارات العائلية، وذلك عبر مختلف الفعاليات التي يقوم بها داخل المبنى وخارجه.
ومن الواضح أن المسجد مبني وفق الطراز العربي الأصيل مع لمسات عصرية، ويمتلك واجهة جميلة يتوسطها مدخل ضخم يتكون من بابين فسيحين، ويتم الصعود إليه من الخارج عبر سلم حجري عريض، ويتزين المبنى بقبة كبيرة ومئذنتين شاهقتين في منتهى الحُسن والأناقة!
ويزدان الداخل بالكثير من الزخارف والنقوش الإسلامية المبهرة والخطوط العربية التي تتوزع على مساحات متعددة بصورة فنية، وتحضر الألوان بشكل معقول لزيادة البهجة وإثارة الشغف في كوامن النفوس!
