آراء
أخر الأخبار

تأملات في إمكانية إنصاف العدل الدولية الفلسطينيين في غزة

حماك

لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ارتكاب أفظع الجرائم في حق المدنيين العزل في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الفائت، فيما يطلق عليه عملية “حرب التكوين”، التي شنها بزعم اجتثاث فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس، لوأد تهديدها الإرهابي، لكن رده تجاوز كافة الخطوط الحمراء، باعتراف الإدارة الأمريكية، بما تسبب فيه من تقتيل وتشريد وإصابة لمئات الآلاف من الغزيين.

من جانبها، تقدمت دولة جنوب أفريقيا بدعوى أمام محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، للمطالبة بوقف حمام الدم في قطاع غزة، وقد قضت المحكمة بضرورة إيقاف جرائم الإبادة البشرية للاحتلال الإسرائيلي في القطاع، وهو ما تفاعل معه السيد مبارك المطوع، المحامي والمحكم الدولي ونائب رئيس اتحاد الحقوقيين الدولي ورئيس اللجنة الإسلامية العالمية لحقوق الإنسان، بالمطالبة باتخاذ تدابير فعلية لإيقاف جرائم الاحتلال، بدءً بمنع بيع الأسلحة للاحتلال، وإجباره على الالتزام بالقوانين الدولية.

ويستعد المطوع، الذي تقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة لإيقاف مجازر الاحتلال في قطاع غزة، للمشاركة في مؤتمر دول ينعقد بمدينة جنيف السويسرية بعد يومين، بمشاركة اتحاد الحقوقيين الدولي (جنيف)، والمعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان، ومركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، والمعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان، ومؤسسة هيثم مناع، من المنتظر أن يناقش المؤتمر الانتهاكات الصارخة للاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين في قطاع غزة، في ظل التعاطف الدولي مع قضيتهم.

وتنظر محكمة العدل الدولية حاليا دعوى تطالب بإيقاف جرائم الاحتلال في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار حملة فلسطينية لدفع المؤسسات القانونية الدولية للتدخل لصالح الفلسطينيين. ويتأمل الكاتب والباحث الحقوقي، هيثم مناع، في مقال نشره موقع عربي 21، في مفهوم “العدالة الدولية” في وقتنا الراهن، مشيرا إلى أن محكمة العدل الدولية لم تصدر في السابق أي أحكام لصالح المستضعفين، بل كانت “عسكرية بكل معنى الكلمة، استثنائية وحصرية بالحلفاء”. وبرغم موافقة الولايات المتحدة على الاختصاص الإلزامي للمحكمة، فلطالما عرقلت قراراتها التي تصب في غير مصلحة القوى العظمى.

ويجد مناع صعوبة في إمكانية تدخل محكمة العدل الدولية لصالح الفلسطينيين، برغم ما لديها من أدلة واضحة على الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، مختتما مقاله بقوله “نحن اليوم، بأمس الحاجة لبناء استراتيجيات عمل دينامية قادرة على مواجهة حيتان السلطتين السياسية والاقتصادية في العالم المتمترسين في جبهة المعتدي الإسرائيلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى